" أن يترسل " .
الترسل : التأني والتمهل ، قال
الجوهري : " المترسل " الذي يتمهل في تأذينه ويبين تبيينا يفهمه من يسمعه ، وهو من قولهم : جاء فلان على رسله ؛ أي غير عجل ولا متعب لنفسه .
" ويحدر الإقامة " .
قال
الجوهري : حدر في قراءته وفي أذانه يحدر حدرا إذا أسرع ، وحكى
أبو عثمان في " أفعاله " حدر القراءة أسرعها وأحدرها ، ولا فرق بين القراءة والأذان .
" فإذا بلغ الحيعلة " .
الحيعلة هنا : قول المؤذن : حي على الصلاة ، قال
الجوهري : وقد حيعل المؤذن كما يقال : حولق وتعبشم ، مركبا من قول الشاعر :
ألا رب طيف منك بات معانقي إلى أن دعا داعي الصباح فحيعلا
.
وقال الآخر :
أقول لها ودمع العين جار ألم يحزنك حيعلة المنادي
.
[ ص: 50 ] قال
الأزهري : معنى " حي " هلم وعجل إلى الصلاة ، و " الفلاح " هو الفوز بالبقاء والخلود في النعيم المقيم ، ويقال للفائز : مفلح وكل من أصاب خيرا : مفلح . آخر كلامه .
وقد تتركب " حي " مع " هلا " و " على " فيقال : حيهلا وحيعلى ، وفيها عدة أوجه نظمها شيخنا
أبو عبد الله بن مالك في هذا البيت قال :
حيهل حيهل احفظ ثم حيهلا أو نون أو حيهل قل ثم حي علا
.
وهي كلمة استعجال ، قال
لبيد أنشده
الجوهري :
يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قولي حيهل
.
وهي كلمة مولدة ليست من كلام العرب ؛ لأنه ليس في كلامهم كلمة واحدة فيها حاء وعين مهملتان ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13967أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي في كتاب " فقه اللغة " :
البسملة : حكاية قول بسم الله الرحمن الرحيم ،
والسبحلة : حكاية قول سبحان الله ،
والهيللة : حكاية قول لا إله إلا الله ،
والحوقلة والحولقة : حكاية قول لا حول ولا قوة إلا بالله ،
والحمدلة : حكاية قول الحمد لله ،
والحيعلة : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، والطلبقة : أطال الله بقاءك ، والدمعزة : أدام الله عزك ، والجعلفة : جعلني الله فداك .
" ولم يستدر " .
أي لم يول ظهره القبلة ، سواء كان على ظهر الأرض أو في منارة في ظاهر كلام
الخرقي ، وذكر الأصحاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رحمه الله تعالى فيمن أذن في المنارة روايتين .
[ ص: 51 ] "
ويجعل أصبعيه في أذنيه " .
المشهور عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رحمه الله : جعل أصبعيه في أذنيه ، وعليه العمل عند أهل العلم ، قاله
الترمذي ، ويروي
أبو طالب عن
أحمد رحمه الله : أحب أن يجعل يديه على أذنيه وهو اختيار
الخرقي .
" ويتولاهما معا " .
أي يتولى الأذان والإقامة شخص واحد هذا على وجه الاستحباب .
" فإن نكسه " .
بتخفيف الكاف وتشديدها بمعنى قلبه ، ذكره
الجوهري ، وأنكسه لغة حكاها
أبو عبد الله بن مالك رحمه الله .
" جلسة خفيفة " .
الجلسة بفتح الجيم المرة من جلس ، وبالكسر الهيئة منه .