ثم يرفع رأسه قائلا : سمع الله لمن حمده ويرفع يديه . فإذا قام قال : ربنا ولك الحمد ، ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، فإن كان مأموما لم يزد على : ربنا ولك الحمد إلا عند أبي الخطاب ،
[ ص: 450 ] فرع : إذا عطس حال رفعه ، فحمد الله لهما لا يجزئه ، نص عليه ، لأنه لم يخلصه للرفع ، وصحح المؤلف الإجزاء كما لو قاله ذاهلا ، وإن نوى أحدهما تعين ، ولم يجزئه عن الآخر .
[ ص: 451 ] ( فإن كان مأموما لم يزد على : ربنا ولك الحمد ) في ظاهر المذهب ، لما روى nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10338714إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد متفق عليه ، واقتصاره على أمرهم بذلك يدل على أنه لا يشرع في حقهم سواه ، ويأتي به حين يرفع ، لأنه يأخذ في الرفع عقيب تسميع الإمام فيحمد حينئذ ، وأما الإمام والمنفرد فيقولان ذلك بعد الاعتدال من الركوع ، لأنهما في حال الرفع يشرعان في التسميع ( إلا عند أبي الخطاب ) فإنه يزيد على ذلك : ملء السماء إلى آخره ، وهو رواية نقلها الأثرم ، واختارها صاحب " النصيحة " ، والشيخ تقي الدين ، لأنه ذكر مشروع في الصلاة ، أشبه بقية الأذكار ، وظاهره اختصاص الزيادة عنده بما بعد التحميد ، وفي " المغني " لا أعلم خلافا أن المؤتم لا يسمع ، لأنه أمر بالتحميد عقيب تسميع إمامه ، وعنه : ويسمع ، وحكاه في " المحرر " قولا كالإمام ، والمنفرد ، ولأنه ذكر مشروع لهما ، فشرع للمأموم كسائر الأذكار ، وجوابنا بأن حديثنا خاص بالمأموم ، وحديث بريدة عام ، وتقديم الصحيح الخاص أولى ، مع أن إسناد حديث بريدة فيه جابر الجعفي ، وعمرو بن شمر ، وهما ضعيفان عند أكثر المحدثين .
مسألة : لم يتعرض المؤلف لهيئة اليدين بعد الرفع ، والمنصوص عنه : إن شاء أرسلهما ، وإن شاء وضع يمينه على شماله ، وفي المذهب ، و " التلخيص " يرسلهما .