الثامن : ابن السبيل وهو المسافر المنقطع به دون المنشئ للسفر من بلده ، فيعطى قدر ما يصل به بلده .
( الثامن : ابن السبيل ) للنص ، والسبيل : الطريق ، وسمي المسافر ابنا له [ ص: 426 ] لملازمته كما يقال : ولد الليل إذا كان يكثر الخروج فيه ( وهو المسافر ) سفرا مباحا ، وفي سفر النزهة خلاف ، وعلله جماعة بأنه ليس بمعصية ، فدل على أنه يعطى في سفر مكروه ، قال في " الفروع " : هو نظير إباحة الرخص فيه ، لا سفر معصية ، وقيل : يشترط أن يكون سفر طاعة ، جزم به في " الرعاية " الصغرى ؛ وهو بعيد ( المنقطع به ) أي : ليس له ما يرجع به إلى بلده ( دون المنشئ للسفر من بلده ) ؛ لأن الاسم لا يتناوله حقيقة ، وإنما يصير ابن سبيل في باقي الحال ، فلا يكون مرادا ، وعنه : بلى ؛ لأنه يريد السفر لغير معصية ، أشبه الأول ، ويصدق في إرادة السفر بلا يمين ( فيعطى ) هذا تفريع على ما ذكره ( قدر ما يصل به إلى بلده ) ؛ لأن المجوز لأحدهما هو التوصل إلى بلده ، فلم يجز أن يدفع إليه أكثر من ذلك كالفقير ، وظاهره أنه يعطى ، ولو كان ذا يسار في بلده ، فإن كان يريد غير بلده فظاهره أنه لا يعطى ، وذكره المجد ، ظاهر رواية صالح وغيره وظاهر كلام أبي الخطاب ؛ لأن الشرع جوز الدفع إليه للرجوع إلى بلده ؛ لأنه أمر مهم لا غناء له عنه ، فلا يجوز إلحاق غيره به ، وعنه واختاره الأصحاب : يدفع إليه ما يكفيه لمنتهى قصده وعوده إلى بلده ؛ لأن فيه إعانة على بلوغ الغرض الصحيح ، وظاهر كلام الأصحاب أنه يعطى ، ولو وجد من يقرضه ، ذكره صاحب " الشرح " خلافا للمجد ،