صفحة جزء
[ ص: 153 ] المسألة الخامسة

[ صلاة الحاقن ]

اختلفوا في صلاة الحاقن : فأكثر العلماء يكرهون أن يصلي الرجل وهو حاقن ، لما روي من حديث زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة " ، ولما روي عن عائشة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال : " لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان " يعني الغائط والبول ، ولما ورد من النهي عن ذلك عن عمر أيضا ، وذهب قوم إلى أن صلاته فاسدة ، وأنه يعيد ، وروى ابن القاسم عن مالك ما يدل على أن صلاة الحاقن فاسدة ، وذلك أنه روي عنه أنه أمره بالإعادة في الوقت وبعد الوقت .

والسبب في اختلافهم : اختلافهم في النهي ، هل يدل على فساد المنهي عنه أم ليس يدل على فساده ؟ وإنما يدل على تأثيم من فعله فقط إذا كان أصل الفعل الذي تعلق النهي به واجبا أو جائزا ، وقد تمسك القائلون بفساد صلاته بحديث رواه الشاميون ، منهم من يجعله عن ثوبان ، ومنهم من يجعله عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جدا " قال أبو عمر بن عبد البر : هو حديث ضعيف السند لا حجة فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية