نهيتك عن طلابك أم عمرو بعافية وأنت إذ صحيح
أي : وأنت إذ نهيتك صحيح ، وليست " إذا " هذه هي الناصبة للفعل المضارع ، لأن تلك تختص به ، ولذلك عملت فيه ، ولا يعمل إلا ما يختص ، وهذه لا تختص به بل تدخل على الماضي كقوله تعالى : وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما [ النساء : 67 ] ، إذا لأمسكتم خشية الإنفاق [ الإسراء : 100 ] ، إذا لأذقناك ضعف الحياة [ الإسراء : 75 ] ، وعلى الاسم كقولك : إذا كنت ظالما فإذا حكمك في ماض . على أني لولا قول النحاة : أنه لا يعمل إلا ما اختص ، وإذا عاملة في الفعل المستقبل النصب ، فهي مختصة به ، لقلت : إن " إذا " في الموضعين واحدة ، وإن معناه تقييد ما بعدها بزمن أو حال ، لأن معنى قولهم : أنا إذن أكرمك ، وأنا إذن أزورك ، فيقول السامع : إذن أكرمك ، هو معنى قوله : أنا أكرمك زمن ، أو حال ، أو عند زيارتك لي .