وإني إن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وأما أن إخلاف الوعيد لا يقبح من الله سبحانه وتعالى ، فهو لازم للمعتزلة على أصلهم المشهور ، وهو أن ما قبح من الخلق ، قبح من الله تعالى ، وما لا ، فلا ، وقد بينا أن إخلاف الوعيد لا يقبح من الخلق ، فلا يقبح من الله تعالى . وهذا الأصل المذكور لازم لقاعدتهم ، وهي أن الأفعال حسنة أو قبيحة لذاتها ، أو لوصف قائم بها ، وحينئذ ما أدرك العقل قبحه من أفعال الخلق أو حسنه ، أدرك حسنه أو قبحه من أفعال الحق . ولهذا قطعوا بأن أفعال العباد مخلوقة لهم ، لأنه يقبح من العدل أن يخلق شيئا ويعاقب عليه غيره ، فكذلك الله تعالى يقبح ذلك منه .