[ ص: 201 ] المسألة الحادية عشرة
تقدم الكلام على محال الخلاف في الجملة ، ولم يقع هنالك تفصيل ، وقد ألف
ابن السيد كتابا في أسباب الخلاف الواقع بين حملة الشريعة ، وحصرها في ثمانية أسباب :
أحدها :
الاشتراك الواقع في الألفاظ ، واحتمالها للتأويلات ، وجعله ثلاثة أقسام :
اشتراك في موضوع اللفظ المفرد; كالقرء ، وأو في آية الحرابة .
واشتراك في أحواله العارضة في التصرف نحو :
ولا يضار كاتب ولا شهيد [ البقرة : 282 ] .
[ ص: 202 ] واشتراك من قبل التركيب ، نحو :
والعمل الصالح يرفعه [ فاطر : 10 ] ،
وما قتلوه يقينا [ النساء : 157 ] .
والثاني :
دوران اللفظ بين الحقيقة والمجاز ، وجعله ثلاثة أقسام :
ما يرجع إلى اللفظ المفرد ، نحو حديث النزول ،
[ ص: 203 ] و
الله نور السماوات والأرض [ النور : 35 ] .
[ ص: 204 ] وما يرجع إلى أحواله نحو :
بل مكر الليل والنهار [ سبأ : 33 ] ولم يبين وجه الخلاف .
[ ص: 205 ] وما يرجع إلى جهة التركيب; كإيراد الممتنع بصورة الممكن ، ومنه
[ ص: 206 ] " لئن قدر الله علي " الحديث ، وأشباه ذلك مما يورد من أنواع الكلام بصورة غيره; كالأمر بصورة الخبر ، والمدح بصورة الذم ، والتكثير بصورة التقليل ، وعكسها .
والثالث :
دوران الدليل بين الاستقلال بالحكم وعدمه كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد مع
أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=16438وابن شبرمة في مسألة البيع والشرط ،
[ ص: 207 ] وكمسألة الجبر والقدر والاكتساب .
والرابع :
دورانه بين العموم والخصوص ، نحو :
لا إكراه في الدين [ البقرة : 256 ]
[ ص: 208 ] وعلم آدم الأسماء كلها [ البقرة : 31 ] .
والخامس :
اختلاف الرواية ، وله ثماني علل قد تقدم التنبيه عليها .
والسادس :
جهات الاجتهاد والقياس .
والسابع :
دعوى النسخ وعدمه .
[ ص: 209 ] والثامن :
ورود الأدلة على وجوه تحتمل الإباحة وغيرها ، كالاختلاف في الأذان والتكبير على الجنائز ووجوه القراءات .
هذه تراجم ما أورد
ابن السيد في كتابه ، ومن أراد التفصيل فعليه به ، ولكن إذا عرض جميع ما ذكر على ما تقدم تبين به تحقيق القول فيها ، وبالله التوفيق .