الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12101 ( أخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أبو طاهر : أحمد بن عمرو بن السرح ، أنا ابن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال : أخذ أبو الزناد هذه الرسالة من خارجة بن زيد بن ثابت ، ومن كبراء آل زيد بن ثابت : بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله معاوية - أمير المؤمنين - من زيد بن ثابت . فذكر الرسالة بطولها ، وفيها : ولقد كنت كلمت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في شأن الجد والإخوة من الأب كلاما شديدا ، وأنا يومئذ أحسب أن الإخوة أقرب حقا في أخيهم من الجد ، ويرى هو يومئذ أن الجد هو أقرب من الإخوة ، فطال تحاورنا فيه ، حتى ضربت له بعض بنيه مثلا بميراث بعضهم دون بعض ، فأقبل علي كالمغتاظ ، فقال : والله الذي لا إله إلا هو ، لو أني قضيت اليوم لبعضهم دون بعض ، لقضيته للجد ، ولرأيت أنه أولى به ، ولكن لعلهم أن يكونوا ذوي حق ، ولعلي لا أخيب سهم أحد منهم ، وسوف أقضي بينهم - إن شاء الله تعالى - نحو الذي أرى يومئذ ، فحسبته - وأستغفر الله - أن ذلك من آخر كلام حاورت فيه أمير المؤمنين عمر في شأن الجد والإخوة ، ثم حسبت أنه كان يقسم بعدهم ، ثم أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بين الجد والإخوة نحو الذي كتبت به إليك في هذه الصحيفة ، وحسبت أني قد وعيت ذلك فيما حضرت من قضائهما .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية