الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              242 حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن وهب بن عطية حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا مرزوق بن أبي الهذيل حدثني الزهري حدثني أبو عبد الله الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( إن مما يلحق المؤمن ) الجار والمجرور خبر إن مقدم على الاسم (وعلما ) بالنصب اسمها (نشره ) بالتصنيف (وولدا ) عد الولد الصالح من العمل والتعليم حسن لأن الوالد هو سبب في وجوده وسبب لصلاحه بإرشاده إلى الهدى كما جعل نفس العمل في قوله تعالى إنه عمل غير صالح قوله ( ومصحفا ورثه ) من التوريث أي تركه إرثا وهذا مع ما بعده من قبيل الصدقة الجارية حقيقة أو حكما فهذا الحديث كالتفصيل لحديث انقطع عمله إلا من ثلاث وأو في قوله أو بيتا للتنويع والتفصيل قوله ( في صحته وحياته ) أي أخرجها في زمان كمال حاله ووفور افتقاره إلى ماله وتمكنه من الانتفاع به وفيه ترغيب إلى ذلك ليكون أفضل صدقة كما يدل عليه جوابه - صلى الله تعالى عليه وسلم - لمن قال أي الصدقة أعظم أجرا فقال أن تصدق وأنت صحيح شحيح الحديث وإلا فكون [ ص: 107 ] الصدقة جارية لا يتوقف على ذلك نقل عن ابن المنذر أنه قال إسناده حسن وفي الزوائد إسناده غريب ومرزوق مختلف فيه وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه عن محمد بن يحيى الذهلي به .




                                                                              الخدمات العلمية