الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1325 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا شعبة حدثني عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع ابن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب يعني ابن أبي وداعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى وتشهد في كل ركعتين وتباءس وتمسكن وتقنع وتقول اللهم اغفر لي فمن لم يفعل ذلك فهي خداج

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( وتشهد في كل ركعتين وتبأس ) هو تفعل من البؤس أو تفاعل ومعناه إظهار البؤس والفاقة والبؤس الخضوع والفقر (وتمسكن ) أي تذليل وتخضع من المسكنة والسكون (وتقنع ) من الإقناع وهو رفع اليدين في الدعاء قيل الرفع بعد الصلاة لا فيها وقيل بل يجوز أن يرفع اليدين فيها في قنوت الصلاة في الصبح والوتر قال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي المشهور في هذه الرواية أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين ووقع في بعض الروايات بالتنوين على الاسمية وهو تصحيف من بعض الرواة لما فيه من الابتداء بالنكرة التي لم توصف وأيضا فلا يفيد قوله وتبأس وما بعده يكون ذلك في كل ركعتين ويكون [ ص: 397 ] الكلام تاما لعدم الخبر المفيد إلا أن يكون قوله تشهد بيانا لقوله مثنى مثنى ويكون قوله وتبأس وما بعده معطوفا على خبر قوله الصلاة أي الصلاة مثنى مثنى وتبأس وتمسكن قال أبو موسى المديني ويجوز أن يكون أمرا أو خبرا ا ه فعلى الاحتمال الأول يكون تشهد وما بعده مجزوما على الأمر وفيه بعد لقوله بعد ذلك وتقنع فالظاهر أنه خبر . انتهى . وهذا الذي ذكره العراقي متعلق بغير قوله تقنع وأما هو فهو مضارع من الإقناع جزما لا يحتمل وجها آخر . والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية