الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 219 ] حبيب بن أبي فضالة ، عن عمران بن حصين

                                                                  ( 547 ) حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، وأحمد بن زهير التستري ، قالا : ثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، ثنا صرد بن أبي المنازل ، قال : سمعت حبيب بن أبي فضالة المكي ، قال : لما بني هذا المسجد مسجد الجامع ، قال وعمران بن حصين جالس فذكروا عنده الشفاعة ، فقال رجل من القوم : يا أبا نجيد ، لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن ، فغضب عمران بن حصين وقال لرجل : قرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا ، وصلاة العشاء أربعا ، وصلاة الغداة ركعتين ، والأولى أربعا ، والعصر أربعا ؟ قال : لا ، قال : فعمن أخذتم هذا الشأن ؟ ألستم أخذتموه عنا ، وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوجدتم في كل أربعين درهما درهما ، وفي كل كذا وكذا شاة ، وفي كل كذا وكذا بعيرا كذا ، أوجدتم في القرآن ؟ قال : لا ، قال : فعمن أخذتم هذا ؟ أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذتموه عنا ، قال : فهل وجدتم في القرآن وليطوفوا بالبيت العتيق وجدتم هذا طوفوا سبعا ، واركعوا ركعتين خلف المقام ، أوجدتم هذا في القرآن ؟ عمن أخذتموه ؟ ألستم أخذتموه عنا ، وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ أوجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام ؟ قال : لا ، قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام " ، أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه : ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين حتى بلغ فما تنفعهم شفاعة الشافعين . قال حبيب : " أنا سمعت يقول الشفاعة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية