الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              982 [ 505 ] وعن خباب قال : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في الرمضاء فلم يشكنا .

                                                                                              قال زهير : قلت لأبي إسحاق : أفي الظهر ؟ قال : نعم . قلت : أفي تعجيلها ؟ قال : نعم .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 108)، ومسلم (619)، والنسائي (1 \ 247)، وابن ماجه (675) .

                                                                                              [ ص: 247 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 247 ] وقوله : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في الرمضاء ; أي : شدة ما يلقون من حر الأرض المحماة بالشمس في أقدامهم إذا صلوا .

                                                                                              وقوله : " فلم يشكنا " ; أي : لم يسعف طلبنا ، ولم يجبنا إلى مطلوبنا ، يقال : شكوت إلى فلان : إذا رفعت إليه حاجتك ، وأشكيته : إذا نزعت عنه الشكوى . وأشكيته : إذا ألجأته إلى الشكوى ، كما قال :


                                                                                              تشكي المحب وتشكو وهي ظالمة كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان



                                                                                              ويحتمل : أن يكون هذا منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يؤمر بالإبراد ، ويحتمل أن يحمل على أنهم طلبوا زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد فلم يجبهم إلى ذلك . وقد قال ثعلب في قوله : " فلم يشكنا " : أي : فلم يحوجنا إلى الشكوى ، ورخص لنا في الإبراد ، حكاه عنه القاضي أبو الفرج ، وعلى هذا تكون الأحاديث كلها متواردة على معنى واحد .




                                                                                              الخدمات العلمية