الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              764 [ 391 ] وعن عمرو بن الحارث ; قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد يجنح في سجوده حتى يرى وضح إبطيه .

                                                                                              وفي رواية : كان إذا سجد فرج يديه عن إبطيه ، حتى إني لأرى بياض إبطيه .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 345)، ومسلم (495) (236) .

                                                                                              [ ص: 96 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 96 ] (32) ومن باب : كيفية السجود

                                                                                              قوله في حديث أنس : ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ; انبساط : مصدر - على غير مصدر - يبسط ، لكن لما كان انبسط من بسط ; جاء المصدر عليه ; كقوله : والله أنبتكم من الأرض نباتا [ نوح :17 ] كأنه قال : أنبتكم ، فنبتم نباتا . ومثل هذا الحديث نهيه - عليه الصلاة والسلام - أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع ، ولا شك في كراهية هذه الهيئة ، ولا في استحباب نقيضها ، وهي التجنيح المذكور في الأحاديث بعد هذا من فعله - عليه الصلاة والسلام - ، وهو التفريج والتخوية . والحكمة في كراهية تلك واستحباب هذه : أنه إذا جنح كان اعتماده على يديه فيخف اعتماده على وجهه ، ولا يتأثر أنفه ، ولا جبينه ، ولا يتأذى بملاقاة الأرض ، فلا يتشوش هو في الصلاة ، بخلاف ما إذا بسط يديه فإنه يكون اعتماده على وجهه ، وحينئذ يتأذى ، ويخاف عليه التشويش . ووقع في رواية السمرقندي : [ ص: 97 ] يجنح ، مخففا ، ولا معنى له ، بل الصواب التشديد .




                                                                                              الخدمات العلمية