احـذري.. يا ابنتي!!

28 1265

في الماضي كانت العزلة هي الحصن الذي يحتمي به كل الضعفاء وكل الخائفين من الذئاب البشرية الضارية. أما اليوم وبعد وجود مئات القنوات الفضائية المختلفة، وبعد دخول الإنترنت إلى كل بيت فقد صار الحديث عن العزلة شيئا من الماضي.

أنا أعرف أن الهاجس الذي يسكن قلوب معظم الفتيات هو الارتباط بشاب مستقيم يقدر الحياة الزوجية، ويرعى أسرته، ويسعدها، وأن الفتاة في سبيل تحقيق ذلك قد تخاطر بالرد على معاكسة من شاب أو بالدخول إلى إحدى غرف "الدردشة" على الإنترنت، أو تتبادل بعض النظرات مع ابن الجيران.. وأؤكد أنها في كل ذلك لا تهدف إلا إلى العثور على من يمكن أن يكون شريك الحياة وأبا للأولاد في المستقبل.

والشباب بكل أطيافهم يعرفون هذه الحقيقة جيدا، فالصالحون الأخيار منهم يسلكون المسلك الشرعي المهذب إلى ذلك، ويتقدم الواحد منهم إلى أهل من يريد الارتباط بها.

أما الآخرون، وهم ليسوا قليلين، فيضربون على الوتر الحساس بالنسبة إلى الفتاة، ويقدمون البرهان تلو البرهان على أنهم يريدون لأي علاقة أن تنتهي بالزواج، وما يجري قبله فترة للتعارف والتأكد من العثور على الشريك المناسب... وأكثرهم كاذب في ذلك؛ وإن كان صادقا فأسلوب اتصاله بالفتاة يدل على أنه شخص غير صالح.

وأنت يا ابنتي ـ انطلاقا من طيبة قلبك، وبراءة مطلبك، وضعف خبرتك بواقع كثير من الشباب ـ قد تجدين نفسك في ورطة كبرى لا تعرفين كيف تخرجين منها!

قد يلتقي الشاب بفتاة في مكان عام، ويلتقط لها صورة بطريقة خفية، وقد يسجل لها كلاما، وبعد مدة يستخدم ذلك أداة لتخويفها وتهديدها، وتجد نفسها كالماشي في حقل ألغام، فهو محفوف بالمخاطر أينما اتجه.

وبعض الفتيات تغمرها الغفلة، وفي لحظة ضعف يفترسها أحد الوحوش، وهو يعدها بالزواج، ثم تنقطع أخباره، وتجد نفسها جليسة الهموم والأحزان، وقد يحدث حمل، فتكون الجناية جنايات: جناية على نفسها، وجناية على ولدها الذي سيحيا من غير أب ولا نسب!! ناهيك عن الجناية على أهلها والمجتمع.

إني أحذرك بنيتي وأذكرك:
ـ كوني على يقين بأن ما كتبه الله لك سوف تحصلين عليه مهما كنت ضعيفة أو بعيدة أو منعزلة.

ـ أن الله تعالى هو الذي يرزق المرأة بالزوج الصالح، ويرزق الرجل بالمرأة الصالحة، فاطلبي ذلك منه بصدق، واعلمي أن ما عند الله تعالى إنما ينال بطاعته، وليس بمعصيته.

ـ لا يرى الشاب في الفتاة التي تستجيب لرغباته المرأة التي تصلح أن تكون زوجة أو أما لأولاده.

ـ راقبي الله تعالى وأكثري من ذكره، واستعيني به، واجعلي روحك تمرح في حبه سبحانه والتعلق به، ففي هذا سعادة ومسرة، لا تشبهها مسرة أخرى.
لا تبحثي عن أكبر لذة، ولكن ابحثي عن أشرف لذة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالكريم بكار
 

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة