- اسم الكاتب:موقع : قصة الإسلام
- التصنيف:ثقافة و فكر
الإسلام دين يعرف قيمة الوقت، ويقدر خطورة الزمن، وجعل من أمارت التقى أن يعي المسلم هذه الحقيقة، ويسير على هداها، قال تعالى: {إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون}.
فالمسلم الحق يغالي بالوقت مغالاة شديدة؛ لأن الوقت عمره، فإذا سمح بضياعه، ترك العوادي تنهبه، فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش.
وقد وزع الإسلام عباداته الكبرى على أجزاء اليوم وفصول العام، وهو ترتيب دقيق للحياة الإسلامية، ومن فضل الله ودلائل توفيقه أن يلهم المرء استغلال كل ساعة من عمره في العمل والاستجمام من جهد استعدادا لجهد آخر، قال تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" ( البخاري).
ومن استغلال الإسلام للوقت بأفضل الوسائل حثه على مداومة العمل وإن كان قليلا، وكذلك حثه على التبكير، ورغبته في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطا، طيب النفس، مكتمل العزم، وفي الحديث: "بورك لأمتي في بكورها" (أبوداود) .
وكما أن الزمن يستغرق التكاليف التي نيطت بأعناق العباد، فهو يستوعب الأقضية التي يرسلها الله على الناس من خير وشر، وهي أقضية تفيض بالعظات الحقة، والدروس القيمة، {يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}.
والله سبحانه لا يسوق الأحوال المختلفة على الناس إلا لحكم يتدبرها العارفون، فيزدادون به إيمانا، وبلقائه يقينا، {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} .
ومن الاتعاظ بالزمن دراسة التاريخ العام، وتتبع آيات الله في الآفاق، وتدبر أحوال الأمم كيف تقوم؟ وكيف تنهار؟ كيف تتقلب بين ازدهار وانحدار؟ {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين}.
كما يدعو القرآن إلى دراسة الحضارات البائدة وعلل فنائها؛ حتى يتجنب الأخلاف مواطن الزلل، التي هوت بالأولين، وكم تكشف مطالعة التواريخ من غرائب!!
والذي يجب أن نعقله أن حياتنا هذه ليست سدى! وأن الله أجل من أن يجعلها كذلك، وإذا انتفعنا بمرور الزمن على خير وجه سجلنا لأنفسنا خلودا لا يناوشه الزمن بهرم ولا بلى.. عند الرفيق الأعلى.