أساسيات في طريق النجاح

0 1193

النجاح تلك الثمرة البراقة التي يسعى إليها كل الناس الأسوياء، ويشغل بالهم دوما البحث عن أفضل السبل للوصول إليه.. والحقيقة أنه لا توجد طريقة مباشرة ومحددة نقطف بها ثمار النجاح، لأن النجاح له عوامل كثيرة متشعبة تتشارك لكي يصل الفرد إلى غايته، وتختلف هذه العوامل باختلاف الأفراد والمجتمعات والبيئات، لكن يبقى هناك عوامل كثيرة مشتركة بين النجاح والناجحين, فوجود رسالة للحياة هو أهم سمة مشتركة بينهم، وهي الغاية الجميلة التي يريد الفرد الجاد الوصول إليها في حياته، وهذه الرسالة أمر مستمر لا ينتهي إلا بالموت، لذلك يعتبر النجاح رحلة مستمرة لا تتوقف، وهو في مراحل يكون نجاحا باهرا، وفي مراحل أخرى يشوبه فشل أو يكون نجاحا باهتا، إلا أن المرء الذي وضع رسالة لحياته والتزم بها لا تثنية العقبات والمصاعب, ويبقى دائما أكثر حرصا على وقته وأكثر حرصا على إنجاز أهدافه التي تعلي من قدره في مجتمعه وتخلد ذكره بالخير بعد رحيله.

عوامل النجاح
- تنظيم الأوقات: الاستفادة من الوقت هي الشعرة الخفية بين الناجحين والفاشلين، فالسمة المشتركة بين كافة الناجحين قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم البارعة لذواتهم، وهذه الإدارة تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت أو إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات، مما يجعل من حياة الإنسان مشتتة مبعثرة لا تحقق شيئا وإن حققت فسيكون إنجازا ضعيفا.

ومعوقات تنظيم الوقت كثيرة منها: التكاسل والتأجيل وهذا من أشد معوقات تنظيم الوقت. النسيان يغلب على الأشخاص الذين لا يدون ما يريدون إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات. مقاطعات الآخرين كالانغماس في المشاكل العائلية التي لا تنتهي أو الطفيليين والثقلاء الذين يفتقدون الأهداف ويفضلون العيش على هامش الحياة، فينبغي الاعتذار منهم بكل لباقة. المهام المبتورة أو الأعمال الغير مكتملة نتيجة الملل أو نفاذ الصبر وهذا من شأنه أن يستفز الجهد ولا يحقق خطوات إيجابية في رحلة تحقيق الأهداف.

- تدوين الأفكار: لا بد من تدوين أفكارك وخططك وأهدافك وإلا فيمكن اعتبارها مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة! والتدوين سيساعدك أيضا على تنقيح أفكارك بإدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور.. فبعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، فلا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي.

- تحقيق الذات: لخص عالم النفس (ماسلو) الصفات المميزة لمن استطاعوا تحقيق ذواتهم في الآتي: يدركون الحقيقة بكفاءة، ويستطيعون تحمل التأرجح بين الشك واليقين. يتقبلون ذاتهم كما هي والآخرين كما هم. تلقائيون في تفكيرهم وسلوكهم. يركزون اهتماماتهم في المشاكل أكثر من تركيزهم على ذاتهم. يتحلون بملكة الفكاهة. مبدعون وخلاقون. يقاومون التشكل الحضاري الدخيل ولكن دون تحفظ متزمت. يهتمون بسعادة الإنسان والبشرية. قادوين على التقدير العميق للتجارب الأساسية في الحياة. يقيمون علاقات مشبعة مع القلة وليس مع الكم من الناس. ينظرون للحياة نظرة موضوعية.

لكي تحقق ذاتك:
مارس حياتك كالطفل!! أي باستغراق واهتمام كامل. استمع إلى إحساسك الخاص في تقديرك للتجارب وليس لصوت التقاليد أو الغالبية، وليكن لك رأيك المستقل. كن مخلصا وتجنب المظاهر والشعارات الجوفاء. تحمل المسئولية. اعمل بجدية فيما تقرره. حاول استكشاف عيوبك ودفاعاتك اللاشعورية، وتحلى بالشجاعة في القضاء عليها.

- تعلم فن التأثير: يتمثل نجاح المرء أيا كان في قدرته على أن يحمل فريق العمل على أداء ما يريده منهم .. من أوتي القدرة على التأثير في المحيطين فقد أوتي خيرا كثيرا، فالناس في كل الحالات هم الهدف، وهم الوسيلة أيضا لتحقيق الأهداف، ولكنك لن تستحق كل الطاعة من قبل الآخرين إلا إذا أعطيتهم كل الرعاية من نفسك.

- انشد النجاح الطويل: القصور المبنية على الرمال سرعان ما تدمرها الريح.. كذلك النجاحات قصيرة الأمد.. أن تحقق أهدافا كبرى ولو متأخرا خير من أن تحقق أهدافا صغيرة في وقت سريع.. في الأهداف كما في الآلات الصناعية استخدم نوعية تدوم .. حاول أن تكون بعيد المدى فتلك من صفات عظماء التاريخ.

- تعلم أن تستشير: المشورة قوة عظمى، فاستفد منها دائما، وقدمها للآخرين إذا طلبوا منك ذلك فالدين النصيحة، واحصل عليها منهم كلما هممت بالقيام بأي عمل .. إن الاستعانة بعقول وخبرات الآخرين، أهم ألف مرة من الاستعانة بعضلاتهم، فلا مجال لتقوية الذكاء والعقل إلا عبر تلقيحهما بعقول الآخرين وذكائهم، فالعقل موزع على الناس بالتساوي، ومن استطاع أن يأخذ من كل واحد منهم قسطا صغيرا منه يكون قد حصل على أكبر الحصص.

منارات في النجاح:
- في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير يكون الفشل.
- قضاء سبع ساعات في التخطيط لأفكار وأهداف واضحة هو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع أيام بدون توجيه أو هدف.
- الحكمة الحقيقية ليست في رؤيا ما هو أمام عينيك فحسب!! بل هو التكهن ماذا سيحدث بالمستقبل.
- عندما تعرض عليك مشكله أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة، وتعرف على حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الإجراء الذي يظهر لك أنه أكثر حكمة وتمسك به.
- يجب أن تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الأصدقاء وإلا لن تصفو علاقتك بأحد.
- مع كل حق مسؤولية.. فلماذا لا يذكر الناس إلا حقوقهم؟!
- خلق الله لنا يدين لنعطي بها، فلا ينبغي أن نجعل من أنفسنا صناديق للادخار، وإنما قنوات يعبرها الخير فيصل إلى غيرنا.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة