النهضة المرجوة... ودور الشباب

0 1566

لا يوجد دين أو فلسفة أو أيدولوجيا مثل الإسلام - دين الله الحق - في اعتنائه بالإنسان وتحقيق التوازن بين مكوناته وأبعاده، ولا في تفجير طاقاته وإشعاره بدوره في الحياة.
ولقد كانت البعثة المحمدية المباركة نقلة هائلة في التعاطي مع الإنسان واستثمار طاقاته إلى أقصى مدى في كل مجالات الحياة مع مراعاة التنوع بين الطاقات البشرية والتخصص الذي يمكن أن يتفوق به كل واحد من الناس في مجال ما بحسب مواهبه وقدراته..

وهذا سر آخر من أسرار عظمة (الإسلام) وبهذا نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل..." وهكذا إلى آخر من ذكرهم صلى الله عليه وسلم من أصحابه الأبرار.

والمنظمات والهيئات الشبابية اليوم التي تنطلق من الإسلام عقيدة وفكرا، ومن شريعته التزاما وانضباطا، ومن غاياته توجها وأهدافا، تستنهض طاقات الشباب في سياق برامجها النهضوية لإعادة دور أمتنا في عالم اليوم وتجديد رسالتها وذلك لتحقيق ما يلي:

1 ـ فهم الإسلام – عقيدة وأخلاقا ومنهج حياة – فهما واضحا شاملا للحياة كلها، وبالتالي الانتقال في الصلة به من الانتساب الطائفي إلى الانتماء الحقيقي.

2- الإقبال عليه دراسة وتعلما من منابعه الصافية: القرآن العظيم وصحيح الأحاديث النبوية والسيرة المحمدية.

3- الاعتزاز به وطرحه خيارا وحيدا لسعادة الإنسان في الدنيا وفوزه في الآخرة، وأيضا لخلاص البشرية المعذبة من أزمتها الحضارية في عالم الصراع والإفلاس والانحطاط الأخلاقي وجموح ماديتها القاسية.

4- الارتباط العضوي بين المؤمنين بدور الإسلام القادم - الإنقاذي والحضاري – وذلك لتجميع الطاقات وتوزيعها على جبهات (الصراع الثقافي والحضاري مع الشر العالمي) وفق مخطط مدروس ووراء قيادة راشدة.

5- استعادة الوظيفة الكبرى للأمة التي شرفتها وأعلت مكانتها وميزتها عن سائر الأمم والشعوب وهي التي ذكرها الله عز وجل في كتابه {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}(آل عمران)

لذا، فأنتم مدعوون يا شباب - وأنتم روح الأمة الوثابة وحيويتها المتدفقة وعزيمتها الفتية – لمضاعفة جهودكم، وللمشاركة الفعلية في ساحات العمل الإسلامي الجاد والأصيل، وتقديم أفكاركم وأوقاتكم واختصاصاتكم إليه، ملبين نداء الشاعر المؤمن:

شباب الجيل للإسلام عودوا .. ..  فأنتم روحه وبكـم يســود
وأنتم ســر نهضــته قديـمــا .. .. وأنتم عهده الزاهي الجديد

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة