- اسم الكاتب: إسلام ويب
- التصنيف:أقليات وقضايا
دولة سري لانكا إحدى الدول الآسيوية ولها صلة تاريخية قديمة وحديثة مع البلاد العربية والإسلامية. وتقع جزيرة سري لانكا في جنوب بلاد الهند ويفصل بينهما (مضيق لول) الذي لا يزيد اتساعه عن 20 ميلا، وتبلغ مساحتها 64454 كيلو مترا مربعا والعاصمة تسمى (كولومبو) .
أصل السكان
يبلغ عدد السكان في جزيرة سري لانكا نحو 19 مليون نسمة، وأما عدد المسلمين منهم نحو مليوني مسلم.
وينقسم سكان جزيرة سري لانكا من حيث الأصل إلى عنصرين كبيرين، فالعنصر الأول هم جماعة (التاميل) الذين يرجع أصلهم إلى العنصر الدرافيدي وقد هاجروا من شمال الهند الى سري لانكا منذ زمن بعيد وسكنوا النصف الشمالي من الجزيرة، ويجمع التاميل بين حضارة الهند القديمة وحضارة الغرب الحديثة، فمن آثارهم المعابد الكبيرة والتاميل يمتازون بالتفوق في التجارة، وكذلك يشتغلون بالإدارة والصناعة والمهن المختلفة.
والعنصر الثاني، هم جماعة (السنهاليين) ويرجع أصل معظمهم إلى العنصر الملاوي الجاوي ويسكنون في النصف الجنوبي من الجزيرة ويشتغلون بأعمال مختلفة.
وهناك جماعة ثالثة وهم (الهنود المهاجرين) إلى سري لانكا في الأزمان القريبة ويمتازون بنشاطهم الكبير في التجارة والصناعة، وقد نقل هؤلاء معهم إلى الجزيرة بعض عقائدهم الهندوسية والبوذية.
ثم هناك جماعة رابعة، وهم من (المسلمين) ويرجع أصل معظمهم إلى العرب وبعضهم إلى الملاويين الجاويين والفرس والهنود.
وصول الإسلام إلى سريلانكا
إن تاريخ دخول الإسلام إلى جزيرة سيلان أي (سري لانكا) غير واضح في التاريخ، وعلى العموم تعتبر سري لانكا من البلاد الواقعة بالقرب من بلاد الهند والسند التي بدأ فيها انتشار الإسلام منذ القرن الأول للهجرة وكانت لها علاقات مختلفة معها، وفي الغالب كانت تقيم بعض الجاليات العربية في جزيرة سري لانكا في تلك الفترة المبكرة حسب ما تشير إليه بعض المراجع العربية مثل تاريخ فتوح البلدان للبلاذري وتاريخ اليعقوبي والكامل لابن الأثير، بسبب قيام بعض العرب بالتجارة في شبه القارة الهندية وفي جزيرة سيلان التي كانت تسمى عند بعض العرب (بجزيرة الياقوت).
ويعيش معظم المسلمين في المنطقة الشرقية من جزيرة سري لانكا وبعضهم يعيشون في منطقة الحصن القديم (كالي) ويشتغلون بالتجارة والزراعة.
وأغلبية هؤلاء المسلمين في سري لانكا من أصل عربي وهم من بقايا الجاليات العربية التي سكنت تلك البلاد في القرن الأول للهجرة، ومن البحارة التجار العرب الذين وصلت سفنهم التجارية قبل أكثر من ألف سنة قادمة من بعض البلاد العربية، كما أن بعضهم من البحارة التجار الفرس والجاويين والهنود الذين قدموا من بلاد فارس وجاوة والهند إلى سيلان، بقصد التجارة بالذهب والمجوهرات والعاج والقرفة وطير الطاووس وغير ذلك.
وقد أقيم الملتقى الإسلامي الأول لدول آسيا في مدينة (كولمبو) في سريلانكا في شهر ربيع الأول من عام 1414هـ تحت عنوان "المسلمون في آسيا والتحديات الحضارية" وقام رئيس جمهورية سريلانكا بافتتاح الملتقى وحضره العلماء والمفكرون من عشرين دولة من دول العالم بينهم معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية آنذاك والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حاليا.
وكان الهدف من ذلك الملتقى هو دراسة أوضاع المسلمين في دول آسيا من النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومواجهة التحديات الحضارية ووضع الحلول المناسبة لها، وكذلك إيجاد كيان قاري جامع لمسلمي آسيا وإيجاد الطرق للتعاون بين الجمعيات والهيئات والمنظمات.
المساجد
ويوجد في سريلانكا مساجد كثيرة وبعضها مساجد بديعة البناء ورائعة التنسيق ولعل (مسجد بيرولا) أروعها وأبدعها على الإطلاق، وأيضا (جامع كولمبو) الكبير الذي يقع وسط حدائق القرفة والأزهار الجميلة، وهناك مساجد أخرى صغيرة حسب مواقع المسلمين في سري لانكا.
وكذلك توجد بعض جمعيات إسلامية أهمها (رابطة مسلمي سري لانكا) و(الرابطة الملاوية) وهما تتبعان منذ عام 1946م للحزب الوطني الموحد في جزيرة سري لانكا، وتشرف هذه الجمعيات الإسلامية على تدريس العلوم الإسلامية لأبناء المسلمين في مدارس خاصة بالرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة، وتقوم أيضا بتوضيح تعاليم الإسلام السمحة لكل من يريد معرفتها حتى ينتشر الإسلام شيئا فشيئا بين جميع السكان في تلك البلاد.