السؤال
أعاني من مشكلة كبيرة أفقدتني فرص الدراسة والعمل، وذلك لأن هذه الفرص تكون بعيدة عن أهلي، وكلما سافرت للدراسة أو العمل لا ألبث إلا أسبوعين ثم أنسحب لكثرة القلق، وعدم الراحة، وشتات الذهن، والإجهاد الكبير.
وعندما أرى الناس يسافرون بعيدا جدا ويمارسون أعمالهم بكل جد، أشعر بالنقص، فهل يكون للعادة السرية أثر في ذلك؟ وما السبيل للتخلص من هذه المشاكل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الخوف الذي يأتيك من فراق الأهل ناتج من التفكير السلبي الذي يسيطر عليك، وربما تكون أيضا لديك مفاهيم خاطئة حول ذاتك، ودرجة تقدير الذات لديك أيضا ناقصة.
الإنسان إذا تعود على محيط معين ربما يصعب عليه الابتعاد عن هذا المحيط، خاصة إذا كان ملتصقا بأسرته، وهذا نشاهده أكثر لدى الناس الذين لديهم قصور في شخصياتهم، وتكون شخصيتهم من النوع الاعتمادي.
الذي أنصحك به هو أولا التوقف عن العادة السرية -إذا كنت من الممارسين لها- وأقول لك: إنها عادة فاحشة، قبيحة، سيئة، تقلل من الكفاءة النفسية، وتؤدي إلى صعوبات جنسية في المستقبل، وتجعل الإنسان انطوائيا وقاصرا من الناحية النفسية، فهي إذن مسبب لافتقادك للكفاءة النفسية، حتى وإن كان بصورة غير مباشرة.
وأنصحك أن تبدأ بالسفر حتى وإن كان ذلك في إجازات بعيدا عن أهلك نسبيا، وأنصحك أن تنزل في بيوت الشباب، في الأماكن التي تذهب إليها، وهي موجودة في معظم الدول.
عليك أيضا أن تتذكر دائما أن فرص الدراسة يجب أن تستغل، ويجب أن يستفاد منها، وأنت تعلم أن العالم أصبح الآن قرية صغيرة والاتصال أصبح سهلا، فليس هناك ما يدعوك أبدا إلى القلق، ولابد أن تعتمد على نفسك اعتمادا كاملا في هذا السياق.
حقر فكرة الخوف، وفكرة الابتعاد، وسل الله أن يحفظك، وأن يعيدك إلى أهلك سالما غانما، وكما ذكرت وتفضلت فإن الناس تذهب وتسافر، بل بعض الناس ينقطع عن أهله بكل أسف ولا يتواصل معهم، ولا شك أن هذا نوع من الجفاء وغلظة القلب، نحن لا نريدك أبدا أن تصل لهذه المرحلة بأي حال من الأحوال، ولكن في ذات الوقت أعرف أن هذا الالتصاق الشديد والارتباط وعدم القدرة على تحمل الابتعاد هو علة تعالجها أنت بإرادتك وبقناعات جديدة، وأن تحقر هذه الفكرة وتكون أكثر ثقة في نفسك، وختاما نشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.