السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أود أشكركم على إتاحة الفرصة ومساعدة الناس.
مشكلتي سوف أشرحها، وأرجو من الله ثم منكم نصيحتي، حيث إنني في كـــرب عظيم وأصبحت أتمنى الموت!
أنا كنت أعاني من حب الشباب في الوجه منذ كان عمري 18 ، والآن عمري 24، مشكلتي هي مع آثار حب الشباب ( الحفر )، مع العلم أن هذه الآثار لا يوجد لها علاج فعال إلى الآن، سواء كان الليزر أو غيره، حسب ما قرأت، ولا أود المخاطرة بالليزر، لأن نفسيتي جدا ضعيفة، وأي فشل في علاجها سوف تكون عواقبه وخيمة، وأصبحت أخاف من مجرد التفكير في هذا.
مشكلتي هذه أصبحت بسببها انطوائيا، وأكره الخروج بالنهار لأنها تكون واضحة جدا، وبشعة تحت الشمس أو الإضاءة القوية.
مع العلم بأنها في الليل لا يكون منظرها مقززا، وحتى في العصر عندما تكون الشمس خفيفة، ومواجهة لي، وليست من فوقي قادمة، فسبحان الله أحيانا تكون الشمس على وجهي ولكن الوضوح خفيف، ولكن عندما تأتي الشمس من فوقي يكون منظرها مقززا ومحبطا جدا.
الآن أنا أصبحت يصيبني الرعب عندما أفكر بالخروج في النهار، وعندما أخرج لا يكون شغلي الشاغل إلا متابعة المرآة في السيارة، وأصل في تلك اللحظات إلى أقصى درجات الاكتئاب عندما تأتي الشمس من فوقي، لدرجة أنني أحيانا لا أتحكم بمقود السيارة من شدة انشغالي وتفكيري، وعندما أقود في الليل لا يحدث هذا الانشغال.
أنا الآن أستخدم طينة البحر الميت، لأنني قرأت أنها مناسبة للندوب، وصار لي حوالي شهر.
أخيرا أكرر بأنني لا أرغب بالمعالجة بالليزر أو التقشير، لأني قرأت أن الكثير لم يستفيد منها لجلسات عديدة، وأنا بنفسية لا تسمح لي بالمجازفة.
وكلما أقرأ بأنها تزول مع الزمن تهدأ نفسي قليلا وأربط نفسي بالأمل، وعندما قرآ غير ذلك أصاب في الإحباط.
أرجو منكم نصيحتي لأني في حالة نفسية سيئة ولا أقدر على البحث عن عمل، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهموم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
قبل البدء بالإجابة بودي أن أذكر بأن المؤمن لا يتمنى الموت لضر أصابه، بل مطلوب منه الصبر، وله بذلك الأجر، ولا يعني هذا عدم السعي لاتخاذ الأسباب.
حب الشباب من المشاكل الشائعة، وهناك مراكز متخصصة في علاج حب الشباب وتوابعه، والنتائج تتفاوت وتختلف من شخص لآخر، ومن مركز لآخر .
أما الحفر الباقية من حب الشباب فيمكن علاجها بعدة طرق، وكذلك تختلف النتائج حسب المركز والشخص، ونذكر منها التالي:
1- السنفرة، وهي من الطرق القديمة، والتي لم يعد أحد يقدم عليها الآن مع أنها فعالة وقد تم استبدالها بالتقشير والليزر
2- التقشير الكيمياوي، ويمكن أن يجرى على درجات منها الخفيف جدا، ومنها الأكثر تركيزا ومنها ما يمكن إجراؤه في البيت مثل استعمال التريتينوين بكميات قليلة، تزداد تدريجيا إلى أن يبدأ التأثير المطلوب، ومع الاستمرار يحدث توسف وتجدد خفيف متواصل بطيء، يؤدي مع الزمن إلى تحسين الشكل دون المعاناة والخوف من التقشير القوي كما ذكرتم.
ومن التقشير الخفيف استعمال المواد المقشرة من السوائل المنظفة، والتي تسمى (دييب كلينزرس) أي المنظفات العميقة، وننصح بمراجعة طبيب جلدية أو تجميل لتقييم الحالة والنصح بما هو مناسب.
كما قد يكون هناك التقشير الكيمياوي، والذي أيضا له مواد منها الـ (تي سي إي أو الفا هايدروكسي اسيد أو كوجيك أسيد أو أنواع من أحماض الفواكه) والعلم هذا في تطور، فكل يوم مادة مقشرة جديدة، وكل يوم تركيز مختلف، وطريقة مبتكرة، وكل هذا لا يتم إلا تحت إشراف طبيب جلدية مهتم بالنواحي التجميلية، والطب التجميلي والذي أخذ سمعة في السنوات الأخيرة، ولا يكاد يخلو مؤتمر جلدي من مادة أو متعلقة بهذا النوع من الطب.
3- الليزر (ريسيرفيسنغ) وهو من الإجراءات المفيدة، والتي أيضا تختلف النتائج فيها حسب الطبيب والخبرة والجهاز والمريض والحالة والتعاون بين الاثنين.
وهو أيضا عبارة عن تخريب للطبقات السطحية للجلد، بطريقة منتقاة، وحكيمة، بحيث تترمم وتتجدد وينمو موضعها جلد جديد صحيح.
4- فيليرز وهي أيضا أنواع منها الطبيعي ومنها الاصطناعي ويمكن عن طريق الطبيب الثقة ومناقشة الموضوع بشكل موضوعي لاختيار الأنسب لوضعكم من خلال الفحص السريري
5- لا يبو فيلينغ، وهي ملء الفراغ بالدهن من نفس الشخص.
ختاما: يجب التخلص من التشنج، ويجب مناقشة الموضوع مع الأخصائي الخبير بدون وهم، وبموضوعية، ومن ثم معرفة الخيارات الممكنة، وبعدها مناقشة ما لها وما عليها ثم استخارة الله عز وجل، وبعدها الاتكال على الله والإقدام على الحل الأمثل، وترك أفكار تمني الموت التي لا تفيد ولا تحيي شيء.
ولا أنصح بطينة البحر الميت بل أنصح بمراجعة أهل الاختصاص الثقاة
ختاما نصيحتي لا جديد فيها وهي من كلمتين:
1- راجع أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل لمشكلتك الجلدية
2- واستشر أخصائي الأمراض النفسية لمشكلتك النفسية ورفضك لمشكلتك وحلولها المتوفرة.
واعلم أن الكلام الموجود على مواقع الانترنت لا يمكن الحكم عليه وتقييمه دون الرجوع إلى أهل الخبرة (وكمثال على ذلك يتحسن الملايين على أحد العلاجات فلا يكتب أي منهم شكر أو مديح للدواء بينما واحد من مليون لا يتحمل الدواء قد يشن حربا مستمرة تشعل المواقع من شدتها بينما هي تعبر عن رأيه فقط وحالته وما حصل معه).
وبالله التوفيق.