مشكلة تأخر عقد النكاح بسبب الحالة المادية

0 384

السؤال

أنا خاطب منذ أحد عشر شهرا، ولي علاقة حب مع خطيبتي، ولكن ما يعوقني عن عقد النكاح حالتي المادية، فأنا لي اثني عشر أخ وأختا أعولهم، واتفقنا أنا وخطيبتي على عقد النكاح فيما بيننا إلى أن أستطيع جمع المهر، فكيف لنا ذلك؟ علما بأنني بحثت عن إمام ليعقد علينا ولم أجد؟ وأيضا وللعلم نحن غالبا ما نلتقي وفي خلوة وهذا ما يزيد من خوفنا؛ لذا أرجو إفادتي إذا كنا شديدي التمسك ببعضنا، ولا يوجد ما يفرقنا بإذن الله وتعاهدنا على كتاب الله أن أكون لها وأن تكون لي..؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو روضة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله تعالى ألا يحرمك من خطيبتك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يوسع رزقك حتى تتمكن من إتمام الزواج عاجلا غير آجل، وأعتقد أنه لا يخفى على رجل فاضل مثلك أن الخطبة لا تبيح لكما مثل هذه اللقاءات المحفوفة بالمخاطر حتى ولو كانت بغير خلوة، ولعل هذه المعصية أخي أبو روضة! هي سبب عدم توسعة الأرزاق عليك، فما عند الله لا يأتي بمعصية الله.

فعليكما أولا بالتوبة إلى الله مما حدث بينكما صغيرا أو كبيرا، واعلم أخي أن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج، وليست عقدا شرعيا يبيح لكل واحد منكما الاستمتاع بصاحبه، لذا أقترح عليك حلا شرعيا مناسبا وسطا "لماذا لا تعرض على أهل خطيبتك أن تعقدوا العقد الشرعي وأن تؤجلوا المهر لفترة مقبلة أو أن تتصرف أنت في بعض المهر وتؤجل الباقي؟ أرى والله أعلم أن هذا حل مناسب.

وليس أمامك إلا ذلك أو تتوقف عن مقابلة خطيبتك حتى ييسر الله لك الأمور، وأما موضوع العقد السري الذي ذكرته فلا يليق بمثلك أن يفعله مع امرأة تحبه وأعطته العهد على أن تكون له وحده ولن تقبل بغيره، ثم هل ترضى هذه الطريقة لأختك؟ وفوق ذلك كله فهذا عقد باطل شرعا، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وقوله: (أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل).

فعليك أخي بنسيان هذه الفكرة والعمل بما ذكرته لك، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله بالدعاء أن ييسر الله أمرك، وأن يوسع رزقك، وأكرر نصيحتي لك بعدم مقابلتك لخطيبتك حتى لا تغضبا الله عليكما أو يحدث ما لا تحمد عقباه مع أطيب تمنياتي لكما بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات