السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استشارتي تتعلق بمشكلتين:ـ
الأولى فيما يعرف بسلس البول، حيث أعاني منه منذ عشر سنوات تقريبا، لكنه ليس سلسا بكمية كبيرة، وإنما أشكو من قطرات قليلة من البول تنزل لا إراديا في فترات متفرقة، مما يجعلني أستخدم ورقا لحفظ ملابسي من ذلك، حفاظا على الطهارة في الثياب، وليس حفاظا على النظافة، لأنها كمية قليلة جدا، وقد تعالجت لمدة طويلة دون جدوى، حتى أوصاني طبيب أخصائي بالتعايش مع هذه الحالة، خصوصا أن الأمر لا يشكو منه إلا المحافظ على الصلاة فقط، ولعدم جدوى أي علاج معها.
فيما يتعلق بالناحية الشرعية ـ فإنني أتوضأ مرة واحدة لكل صلاة في بداية وقتها، ولكنني لا أستطيع وصف نفسي بـ ( صاحب العذر الدائم )، كما هو معرف ومقرر في كتب الفقه، لأنه أحيانا تمر علي فترات قليلة دون نزول شيء، وأحيانا تزيد قطرات البول عن القدر المألوف، وأحيانا يقتصر الأمر على فترات محددة تنزل فيها قطرات البول ( وهي فقط ما بعد التبول أو عند انحصار البول أو فترة الصباح حتى الظهر)، ونظرا لعدم انتظام مثل هذه الحالة، وعدم استمرارها بشكل دائم، فإنني أجد صعوبة في الالتزام بالرخص الشرعية المتعلقة بسلس البول، مع العلم أنني أتمنى أن تكون حالتي دائمة ومستمرة أفضل من الحالة المتغيرة التي كحالتي، لأن ذلك أيسر بالنسبة لي من حيث تطبيق رخص المعذور والاستقرار على ذلك.
بناء على ما تقدم فإنني أرجو توجيهكم في مثل هذه الحالة، وهل هذه الحالة طبيعية ( بحيث هي موجودة عند الجميع دون شعورهم بذلك إلا المهتم والمتتبع لهذا الأمر مثلي)، وإمكانية المعالجة من جديد، وما الموقف الشرعي الواضح والحاسم من حالتي؟
وما علاقة ذلك بنزول إفرازات "المذي" بشكل فوري بمجرد أي استثارة صغيرة،
( وهي المشكلة الثانية)، وأحيانا بمجرد مرور أي خواطر في ذهني بدون إرادتي، وبدون تفاعلي معها، وأحيانا بسبب أي انتصاب حتى وإن كان بدون شهوة، كأثناء النوم والاستيقاظ مثلا، وهل يعتبر ذلك سلسا تنطبق بسببه أحكام ورخص المعذور؟ وما العلاج منها؟ هذا مع العلم بأن الأمر لا يتعلق بأي وهم أو وسوسة كما قد يتبادر، بل بواقع أعيشه وتعالجت منه في الطب المتخصص لسنوات.