عدم القدرة على التواصل الاجتماعي وعلاج ذلك

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- المستشار الكريم - أود منك الاستفسار عن حالتي وهي بكل بساطة أنني أصبحت أمل من الناس بدرجة كبيرة ولا أحب أن أجتمع بهم، تمر علي الشهور وأنا لا أخرج إلى أي مكان، وأصاب بهم كبير إذا طلب مني الخروج لزيارة ضرورية وأيضا للأسواق والمتنزهات، وأبقى طوال الوقت واجمة لا رغبة لدي في التعليق ولا الابتسامة، وإذا خرجت تخرج بجهد ومصطنعة، وإذا ذهبت إلى أي مكان أمل بسرعة من الناس، وفي المنزل أحس بجهد بالغ، ومشقة، ونرفزة حتى أنتهي من عمل المنزل.

أنا جريئة ولا أخشى من الناس، ولكني أمل منهم، ومن الحديث معهم، طبعا في الماضي لم يكن لدي هذا الشعور، نعم أنا من النوع الهادئ ولكن كنت اجتماعية بدرجة ليست شديدة ولكن معقولة، وآخر أفكاري التي توصلت لها أن أرفض الزواج وأعيش، لا أقول وحدي ولكن أبقى مع أمي ومع أختي فأنا أحس أني عصبية ولم أعد أحتمل أي جهد.

طبعا تسببت هذه الحالة في مشاكل مع إخواني فلم يعودوا يـأتوننا والسبب أنني أحس بنرفزة شديدة إذا زارونا لفترات متقاربة، أو إذا بقوا عندنا ليوم أو يومين؛ مما خلق مشاكل كبيرة امتدت للشجار والقطيعة، أنا جامعية ومن النوع الذي يهوى القراءة بدرجة شديدة، ومتابعة البرامج التلفزيونية، ومنذ أن كنت في الابتدائية وأنا أحب أن أترك المدرسة، وأجلس في المنزل، على الرغم من تفوقي وأدبي وسؤالي: ما هو المعقول والغير معقول في حالتي؟

ولكم مني خلص التقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الأعراض التي وردت في رسالتك، والتي تتمثل في عدم القدرة على التواصل الاجتماعي، والشعور بالإحباط، وعدم الفاعلية، وفقدان الدافعية، والملل من الآخرين بسرعة؛ هي حقيقة تمثل وتجسد نوعا من أنواع الاكتئاب النفسي، والاكتئاب له عدة أنواع وله عدة درجات، ويأتي في صور تختلف من إنسان إلى إنسان، وهذه واحدة من الصور التي نشاهدها في الاكتئاب النفسي.

هذا النوع من الاكتئاب يكثر في الدول الإسكندنافية، التي يطول فيها الليل ويقصر في النهار جدا، ويرى البعض أن عدم تعرض الناس للشمس أو الضوء لفترات طويلة هو الذي يؤدي إلى نوع من الخلل البيولوجي الكيميائي الداخلي، مما يتسبب عنه هذا الاكتئاب.

ولذا يكون العلاج بطريقتين هما:

الأولى: تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، والحمد لله الآن هي موجودة وفعالة جدا.

والشيء الثاني هو أن يعرض الإنسان نفسه للضوء لفترة لا تقل عن ساعتين أو ثلاث في اليوم، ويفضل التعرض لأشعة الشمس في الصباح، إذن هذه وسيلة أرجو أن تعطى قيمة بالنسبة لك وألا تتجاهليها.

ثانيا: عليك بممارسة أي نوع من الرياضة، فالاكتئاب المرتبط بالخمول والتكاسل يستجيب للرياضة المتدرجة، بمعنى أن يبدأ الإنسان بشيء بسيط ثم بعد ذلك يرفع معدل الممارسة الرياضية، ويعتبر المشي من أفضلها، وإذا لم يتيسر لك ذلك، يمكنك أن تمارسي أي نوع من الرياضة في داخل المنزل.

الشيء الثالث: هو أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والدواء الذي أرشحه بالنسبة لك يعرف باسم زولفت، وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلا بعد الأكل، ترفع إلى 100 مليجرام – أي حبتين في اليوم – بعد شهر من بداية العلاج، وتستمري عليها لمدة سبعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تتوقفي عن العلاج.

لابد أن أذكر لك أيتها الأخت الفاضلة، أن هنالك جوانب مكملة للعلاج، وهي أن تحاولي إعادة الخارطة التفكيرية بالنسبة لك، يجب أن تتخلصي من الأفكار السلبية وتستبدليها بأفكار إيجابية.

أرجو أن تنظري في نفسك وفي من حولك، وسوف تجدين أن هنالك كثيرا من المفاهيم الخاطئة التي كانت تسيطر عليك، ويمكنك أن تستبدليها وتصحيحها بمفاهيم أكثر إيجابية وأكثر منطقا، هذا هو الأساس الرئيسي للعلاج السلوكي، وهو التفكير الإيجابي.

سوف تجدين -إن شاء الله- باتباع هذه الإرشادات وتناول الدواء، أن مستوى التواصل مع الآخرين ابتدأ يتحسن لديك، وإن شاء الله يحصل قبول من جانب الأهل، وأنت -الحمد لله- إنسان متعلم ولديك درجة جامعية، فعليك أيضا أن تكوني سباقة في صلة الأرحام، وهذا قطعا مما تعلمناه من ديننا الحنيف.

وأسأل الله لك التوفيق والشفاء، وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات