كيفية التعامل مع الزوجة التي تفسد علاقتها بأهل الزوج وتختلق المشاكل معهم

0 561

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أتمنى من الله أن تساعدوني في أقرب وقت لحل مشكلتي.
أنا متزوج منذ سنتين ورزقني الله بمولود والحمد لله، تعترضني مشاكل مع زوجتي أحيانا، لكن في أغلب الأوقات كنا نجد حلا لهذه المشاكل، لكن ما حدث لي مؤخرا عصف بأعصابي ووضعني أمام مفترق طريق!
المشكلة تكمن في أن زوجتي تشتكي دائما من عدم مواصلة والدتي وأخواتي لها، وأنهم لا يحبونها! وفي كل مرة وبتوفيق من الله كنت أتصنع الأعذار وأرطب الجو، وأجد منفذا، لكن المرة الأخيرة كانت أختي في زيارة لنا وأثناء تبادلنا الحديث بدأت زوجتي في إلقاء اللوم لكن بصورة عصبية، مما أدى إلى انفجار أختي بالبكاء، فأخذت أختي بعيدا لأهدئها، فما كان من الزوجة الغالية إلا أن تأخذ كوبا وتكسره أمام أختي بحجة أنني أفضلها عليها! يا لقصر عقلهن! يا لغيرتهن! المهم أنني هدأت أختي وبدأت أفكر، أحسست جرحا عميقا لكبريائي ورجولتي، فلو كنت رجلا بالحق لطلقتها مباشرة، هذا الذي دار بيني وبين نفسي، المهم ذهبت لأبيها وأخبرته القصة وجاء معي إلى البيت وضربها، ولكنها ازدادت صراخا، وكانت في منظر جعلني أكرهها تماما!
المهم بعد أخذ ورد تساءلت: إذا كانت لم تستجب لأبيها فلمن تستجيب؟! في تلك اللحظة وبدون وعي مني أخبرت أباها بأنني لا أستطيع العيش معها، فقال لي: لم تحترم مجيئي وضربي إياها من أجلك؟ قلت بأنها معاندة وأنا يئست من كثرة لومها.
المهم أخذت بتوظيب حقائبها على أمل اللاعودة، ونحن على هذا الحال إذ جاءت أمها -وهي امرأة فاضلة- وبدأت تتوسلني أن أعيدها وأنها المرة الأخيرة، فضعفت ورجعتها وأنا كاره لها، ولم أستطع نسيان ذلك الموقف، وفي الصباح ذهبت أم زوجتي إلى أمي لكي تستسمحها وترد العلاقات، لكن أمي رفضت رفضا قاطعا، وقالت: لا نريدها تأتينا، توسلت لها لكن أمي رفضت لصعوبة الموقف.
أعرف أنها قصة تافهة! لكن والله العظيم ما كنت أحسب أن كل هذا سيحدث لي! أنا في قمة طاعتي لوالدي، وهما يشهدان على ذلك، ولا أريد أن أخسر ابني وزوجتي، ولأننا نسكن بجانب والدي فأنا لم أستطع تخيل أن تنقطع الزيارة بين زوجتي وأمي.
أنا الآن محطم! الكل في العمل يسألني: ما بك؟ لكنني لست من النوع الذي يبوح، أحس بضيق في صدري، ندمت -أستغفر الله- لزواجي، وندمت أكثر حين لم أطلق زوجتي! ولم أعرف كيف حدث هذا وأين المفر؟ مع العلم أنه قبل المشكلة بعشر دقائق طلب مني والداي أن أصلي بهما المغرب فدعوت لهما بعينين باكيتين أن يطيل في عمرهما، وأن يحفظهما، لكن لا أعرف لماذا يحدث معي هذا؟ بدأت أراجع نفسي وذنوبي لعلي أجد تفسيرا لما يحدث مع يقيني بأن ما أصابني لم يكن ليخطئني، لكن المهم الآن هو هل تستحق هذه الزوجة أن أظل معها؟ أم هل أطلقها وأنتقم لأختي وأشفي غليل أمي؟
والله! إني تائه فأرشدوني أرشدكم الله إلى كل خير، وأدعو الله لي أن يغفر لي ويخفف ما بي ويثبتني على دينه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك أهلك وأن يرضي عنك والديك وأن توفق للإصلاح بينهم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فاعلم أخي الفاضل أنه ما من بيت يخلو من مشاكل، وأن هذه المشكلة قد تكون أهون بكثير من غيرها، وأننا لو عالجنا جميع المشاكل بالطلاق لتوقفت الحياة، وذلك نظرا لأننا كبشر لسنا سواء في التفكير ولا في التصرفات، فما تراه أنت أبيض قد يراه غيرك أسود، وما تراه صوابا قد يكون عند غيرك خطأ وهكذا، ورضا الناس غاية لا تدرك، وخير الأمور أوساطها، وأنا أحيي فيك عدم التسرع بتطليق زوجتك؛ لأن هذا ليس حلا مطلقا وإنما هو مشكلة تضاف إلى قائمة المشاكل، ومع الأسف هو من أخطرها وأشدها عنفا وأعظمها خطرا، لذا أرى أن تمنع زوجتك من زيارة أهلك حتى تهدأ الأمور تماما حتى ولو طالت المدة وواظب أنت على زيارتهم وإكرامهم والبر بهم فهذا واجبك.

واترك أمر امرأتك للزمن فلعل البعد يكون سببا في قطع دابر هذه المشاكل وتعطي لنفسك فرصة لمساعدة زوجتك في التغلب على مشاكلكما الداخلية ووضع البرامج اللازمة لمساعدتكما وتربية ولدكما تربية حسنة في جو أسري طيب ومستقر، ودع مسألة زيارة أهلك إلى ما بعد تأهيل زوجك ومساعدتها على تقبل هذا الوضع، ولا تطلب منها الآن حتى الاعتذار، وإنما أترك هذه المسألة حتى تهدأ العاصفة وركز أنت على بر أهلك وعدم ذكرهم حتى أمام زوجتك والعكس أحسن معاملة زوجتك وأرفق بها ولا تعاملها كمجرمة أنت صابر عليها، ولا تقل لها: لولا ابنك لطلقتك لأن هذا خطأ فادح يجعل المرأة تفقد الثقة فيك وينعدم لديها الشعور بالأمان تجاهك وهذه لها أثار خطيرة على علاقتكما، وإنما أظهر لها أنك تحبها وتحترمها لذاتها، وأنك تقدر ظروفها وملتمس لها العذر، وصدقني بهذا الأسلوب سوف تكسب ودها وتملك قلبها وتبادر هي إلى مصالحة أهلك كرامة لك ومحبة فيك ولا تنسى الدعاء لها بالصلاح والهداية وسعة الصدر الجميل.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات