معاملة الأخ الصغير بعد موت الأب

0 502

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الصغير يبلغ من العمر 10 سنوات، مدلل جدا، وذكاؤه حاد، كما أنه عنيد، كان أبي يد لله جدا، وتوفي أبي - رحمه الله - منذ أسابيع قليلة فأحس أخي أننا سنقسوا عليه بعد وفاة أبي، فأرجو أن أعرف ما هي حالته النفسية في هذه الحالة؟

ولكننا نريد أن نرجع الأمور إلى نصابها الصحيح، كما أنه يحب الفلوس، ومطالبه كثيرة: ألعاب، حلوى، حتى أنه يطلب الفلوس لمجرد أن يشتري أي شيء.

المشكلة عند أخي أنه لا يوجد له إخوة في مثل سنه، فكلنا في العشرينيات من العمر، فلذلك يأتي بالألعاب ليلعب بها كل أطفال الحارة كي يستمروا معه في اللعب، كما أنه عنيد أيضا، وإذا لم نلب له طلبه يبكي، ونحاول أن نقنعه فتارة يقتنع وتارة لا.

فهل هذا طبيعي منه؟ وما هي الخطوط الحمراء التي يعاقب عليها؟ وما هي المساحات المتاحة له؟ وما هي خصائص هذه المرحلة؟

مع التنبيه على أن أخي ينام بين أحضان أمي حتى الآن ويرفض النوم وحده وخاصة ليلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ISLAM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نتمنى أن تكذبوا إحساسه، وتغمروه بعطفكم واهتمامكم حتى يجد عندكم عكس ما كان يتوقعه، فهو يحتاج إلى عطفكم حتى يتجاوز هذه الصدمة، مع ضرورة التنسيق والاتفاق على طريقة التعامل معه حتى لا تزيد جرعة الدلال فيتضرر هذا الطفل في مستقبل أيامه.

ولا يخفى عليكم أن الإسلام يحض على العطف على اليتيم حتى قال صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين).

ولا شك أن هذا الطفل يحتاج في هذه المرحلة إلى عطف وحنان ينسيه آلام الفراق، ويؤهله لاستئناف الحياة من جديد بأمل وثقة في الله المجيد.

ولا تحرموه من اللعب! فإنه لا يستغني عنه، ولكن من واجبنا أن نختار أنواع اللعب ورفقة اللعب، ونحدد مقدار اللعب؛ حتى لا يطغي على دراسته للقرآن وتلقيه للعلوم.

أما بالنسبة لجمعه للأطفال ليشاركوه لعبه، فهذا دليل على روح اجتماعية ومواهب قيادية تحتاج منكم إلى تشجيع وترشيد، ونحن لا ننصح بالمسارعة إلى العقوبة؛ لأن الثناء والتشجيع وزيادة الجرعات العاطفية والاهتمام تفيده أكثر، ولا يخفى عليكم أن هذا الطفل يقف على أبواب مرحلة البلوغ، خاصة إذا كانت صحته جيدة ونموه طبيعي، ولذلك فنحن نتوقع منه شيئا من العناد، وكذلك ستكبر عنده الرغبة في الظهور، والتمرد على معاني الطفولة والوصاية، وقد يصعب مهمتكم لوجود الفارق في السن، وكونه كان آخر العنقود؛ لأن الآباء والأمهات في كبرهم يزداد عطفهم ودلالهم للأطفال الصغار.

ونحن نتمنى أن تحاول الوالدة عزله عن فراشها على أن يكون ذلك وفق تدرج، ودون توبيخ، فمن الممكن أن تترك الفراش مجرد دخول النوم إلى عينه، ثم تظهر التشاغل عنه عند نومه، أو تذهب إلى مكان آخر أو تتركه في بيت بعض إخوانه أو أخواله، وحبذا لو اصطحبه أحدكم في مهمة فيها تعب حتى يستسلم للفراش وحده عند الرجوع، مع ضرورة تشجيع كل تطور إيجابي في هذا المجال، ولا شك أن الصواب هو أن تبتعد المرأة عن فراش طفلها إذا بلغ الحولين حتى يتهيأ لاستقبال أعباء الحياة.

وأرجو أن تعلموا أن الاهتمام بهذا الطفل والحرص على مصلحته لون من البر لوالدكم رحمة الله عليه.

ونحن نوصيكم بتقوى الله وطاعته، ونذكركم بضرورة عمارة المنزل بالصلاة والتلاوة والذكر والصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم.

مواد ذات صلة

الاستشارات