السؤال
السلام عليكم..
منذ عام أصبت بنوبة من الاضطراب، حيث أني لم أستطع النوم لمدة ثلاثة أيام متتالية، وفقدان للشهية، ونوبات من الهياج الشديد، ورعشة في الأيدي وكذلك أنسى كل شيء، انعدمت قدرتي على التركيز، وزادت حركتي بشكل غير طبيعي.
ذهبت إلى الطبيب فصنف الحالة بأنها نشاط زائد في المخ! وأعطاني زبركسا 10مج، واكنيتون وزيسبرون، ثم تم خفض العلاج إلى زبركسا 5 مج فقط.
تحسنت في بعض الجوانب، ولكن ما زلت لا أستطيع التركيز، فهل هذه الحالة نشاط زائد في المخ فعلا؟ وهل يكفي الزبركسا، علما أن عمري اثنان وعشرون عاما، والطبيب قال: إنني سوف أستمر في العلاج حتى أنهي دراستي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أيها الأخ الفاضل! هذه الحالة التي انتابتك هي حقيقة ربما تكون حالة نفسية عارضة، والأدوية التي وصفها لك الطبيب خاصة العلاج الذي يعرف باسم زبركسا حقيقة هي توصف لأمراض معروفة، منها ما يعرف باضطراب الوجدان ( ثنائي القطبية )، وفي مثل هذه الحالة يكون الإنسان – كما ذكرت – كثير الحركة، وربما كثير الكلام، ويفتقد النوم، ويكون له نشاط جسدي وشيء من الهياج، وأرجو أن تسامحني إذا ذكرت لك أن البعض يسمي هذه الحالة بحالة الهوس الذهاني، وهي - كما ذكرت لك – أحد مكونات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
هذا الدواء زبركسا يعطى أيضا في حالات أخرى، مثل الاضطرابات الذهانية مثل مرض الفصام، ولكن الحمد لله ـ أنت ليس هنالك أي دليل يشير على أنك تعاني من ذلك.
الأدوية الأخرى، وهي الإكتنون وزبرون هي في الحقيقة أدوية مساعدة لزبركسا، ومن أجل أن تقلل الآثار الجانبية له.
ما ذكره لك الأخ الطبيب من أنه هنالك نشاط زائد في المخ؛ أعتقد الذي قصده الأخ الطبيب المعالج هو أنه لديك نوع من الإفراز الكيميائي الزائد؛ لأن في حالات الهوس يكون هنالك إفراز زائد لمادة تعرف باسم الدوبمين، كما أنه يكون هنالك اضطراب في إفراز مادة أخرى تعرف باسم السيرتونيل، ربما يكون هذا هو الذي قصده لك الأخ الطبيب المعالج، أي هنالك إفرازات كيميائية زائدة ومضطربة في هذه المواد التي تعرف باسم الناقلات أو الموصلات العصبية.
ومهمة هذه الأدوية التي وصفها لك الطبيب خاصة الزبركسا هي أنها تؤدي إلى تنظيم هذه المواد الكيميائية، مما يترتب عليه إن شاء الله التحسن الكبير، وهذا هو الذي حدث لك.
الشيء الذي أود أن أؤكده لك أن الزبركسا من أفضل أنواع الأدوية وأحدثها وأطيبها، وهو دواء يعالج هذه الحالة، وأنا أقتنع تماما بما كتبه لك الطبيب، وأعتقد جرعة الـ 5 مليجرام هي جرعة صغيرة، وهي أقل شيء ممكن، ومن الواضح أن طبيبك قد اطمئن؛ لأن هذه الجرعة هي جرعة وقائية وليست جرعة علاجية، فالجرعة العلاجية ربما تصل في بعض الناس إلى 20 مليجرام في اليوم.
إذن عليك -أيها الأخ الفاضل- أن تستمر في هذا الدواء، وتتوكل على الله، ونسأل الله لك الشفاء.
الدواء ربما يكون مكلف بعض الشيء، ولكن كما ذكرت لك هو دواء فعال وناجع وسليم، ولا يسبب أي نوع من الآثار الجانبية السلبية، فقط ربما تحدث زيادة بسيطة في الوزن في الفترة الأولى للعلاج.
أسأل الله تعالى أن يسهل لك الحصول عليه، وأن يشفيك، وأرجو أن تستمر عليه كما نصح لك الأخ الطبيب المعالج.
وبالله التوفيق.