السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمل في شركة في الأردن ولم أكمل دراستي الجامعية ولكني عملت لديهم عن طريق قريب لي، تعرفت على أحدهم في هذه الشركة وأساعده في عمله، أحس بالظلم والتهميش داخل هذه الشركة، وأحس بعدم الراحة من جميع من هم حولي.
والشيء الآخر حيرتي في موضوع الزواج والخطبة، فأهلي يريدون مني الزواج ولا أستطيع الاختيار لأسباب كثيرة، وهي لا تخفى على من يعلم ظرف الشباب اليوم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي 2006 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن ندعوك للاجتهاد في إكمال دراستك والحرص على اكتساب الخيرات في محيط عملك، وعليك بالصبر فإنه طريق الظفر، واحرص على أن تصلح ما بينك وبين الله وسوف يصلح الله لك ما بينك وبين الناس.
واجتهد في معاملة الناس بالحسنى ولا تكثر أعاديك، وعامل الناس بما تحب أن يعاملونك به واحفظ الأسرار، وابتسم في وجوه من يقابلك ولا تكثر الشكاية منهم، ودارهم ما دمت في دارهم، ولا تزاحمهم على مناصبهم، واقبل إحسان محسنهم، وتجاوز عن المسيء منهم، واعلم بأن الناس ينكمشون عن الشخص حتى يعرفوه ويتخوفون منه حتى يأمنوه فابدأهم بالسلام ولاطفهم في الكلام، ولا تزعجهم بالعتاب والملام، وتوجه إلى من بيده قلوب الأنام واسأله أن يحبب إليك الصالحين ويبعد عن طريقك اللئام، وكن كثير الذكر قليل الكلام، فإن فضوله يجلب السقام، وصمتك عن الشر يحقق لك الأمن والسلام، ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم.
أما بالنسبة لرغبة أهلك في تزويجك وحرصهم على السرور بك:
فتلك نعمة من ربك، وفي الزواج صيانة لنفسك، واستقرار في حياتك، وعون على نجاحك.
وإذا كانت الأسرة ميسورة فخير البر عاجله، واطلب مساعدتهم لك في الاختيار، فإنهم على علم ببيوت الأخيار، ولا تتردد في قبول صاحبة الدين، فإنها وصية نبينا المختار.
واعلم بأن الأرزاق بيد مكور الليل على النهار، ولا تغتر بما عليه بعض الشباب من هروب من الزواج، فإن في ذلك الهلاك والعار، فنحن في زمن الشهوات والفتن الكبار، ولا عصمة إلا لمن طلب الحلال واعتمد على العظيم الغفار وواظب على الاستغفار، وأكثر من الصلاة والسلام على نبينا المختار، وأسس بيته على التقوى والإيمان، وحرص على طاعة الرحمن، فكن من هؤلاء وتجنب وساوس الشيطان، فإنه يزين الشرور ويدعو للخسران، ويريد أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بتقدير العظيم الرحمن، فتوكل على ربك المنان، وردد في يقين " الله المستعان ".
وبالله التوفيق والسداد.