التوتر بين الإخوة وكيفية معالجته؟

0 384

السؤال

السلام عليكم..

أين الخلل؟

أنا دكتورة أدرس في إحدى الكليات العملية خارج بلدي ومعي أسرتي، لي ابنتان 12، 14 سنة وقد بلغتا سن التكليف.

أبوهما يحفظهما القرآن منذ بضعة سنوات، وأتمت الكبرى حفظه، والصغرى على وشك أن تتمه.

الأب يعمل في البيت معظم الوقت، ولا يكف عن توجيه النصائح، وتلتزم البنتان بالصلوات في مواعيدها، وغالبا في جماعة في المنزل، ودراستهما تابعة للأزهر الشريف، وكل يوم أثناء الدراسة أو غيرها تراجعان قدرا من القرآن لمدة 2-3 ساعات يوميا.

نحافظ عليهما من مشاهدة أي شيء خارج من التلفزيون، أو أي صداقات غير جيدة، تحافظ البنتان على أدبهما طالما الأب في المنزل، والأب معروف عنه الشدة، وفي نفس الوقت كثير المداعبة والترفيه عنهما، ولا يحرمهما من شيء تشتهيانه، ومع ذلك لا يغفل عقابهما إذا أخطأتا، وهما تحبانه وتخافان منه كثيرا.

شحيحتان فيما بينهما وكثيرتا الشجار، ولا أشعر أن قلبيهما على بعضهما كما يجب أن تكون الأخوات، وقد تم تسفيرهما لأداء امتحان آخر العام، وأقامتا مع جدتهما، فانقلبت أخلاقهما تماما إلى سوء الأدب، وعدم الطاعة للجدة مطلقا، والتعامل معها بندية تامة.

على سبيل المثال: أعطيناهما نصائح كثيرة للمذاكرة بعيدا عنا، ومساعدة الجدة كبيرة السن، فلم تلتزما بأي شيء منذ سفرهما، فتركتا المزاكرة بعد أن كانتا تخشيان تضييع الخمس دقائق، وصارتا تسهران على التلفزيون إلى الثالثة صباحا.

ولا تساعدان الجدة في أي شيء، ولا حتى في خدمة نفسيهما؛ بل تريدان الجدة خادمة لهما، وتتكلمان معها ببذاءة؛ خاصة إذا اشتكت لنا، وكان الحل الوحيد لتمر الامتحانات بهدوء هو: التفرقة بينهما، حيث طلبنا من إحدى العمات أن تأخذ إحدى البنتين، وهذا ماكان يحدث في البيت عندنا أيضا، حيث كنا نفرق بينهما في الغرف لتنتهي المشاجرات بينهما.

ورغم أن الجدة كانت مشتاقة لهما كثيرا؛ لأنها تعيش بمفردها، إلا أنها صارت تبكي لنا منهما في التليفون.
وعند تواجدهما معي، إذا خرج والدهما تتشاجران معا، وأتشاجر معهما لسوء أدبهما ويصير البيت جحيما!

الأب يقول: إني أفسدهما بالطيبة في التعامل معهما، وعدم الوقوف معه في جبهة واحدة عند معاقبتهما، ويقول: إنه يتم ظلمي عامة عند التعامل مع أي أحد في عملي أو غيره وذلك لطيبتي واستحيائي أن أطلب أي شيء من أي أحد.

المشكلة أنهما للأسف كأنهما منافقتان، حيث أنهما مع الوالد شيء، ومعي شيء آخر إذا انفردتا بي، ومع جدتهما أسوأ وأسوأ.

فأين الخلل؟ وما الحل لتكونا طائعتين وحسنتا الخلق معنا أو بدوننا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سحر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القبضة الحديدية لا تحقق الأهداف التربوية، ولكن الحوار والإقناع هو الذي يجلب الهدوء والانصياع، والعدل بين الأولاد يؤلف القلوب ويدفع العناد، والاتفاق على فهم موحد في التربية والتوجيه يحقق الاستقرار، كما أن الجرعة العاطفية توصل إلى الهدوء والعافية، إذا استخدمت بعدل واعتدال، كما أن القسوة تفسدهم ويضيعهم الدلال.

وإذا أراد الإنسان منع أولاده من وسائل الفساد، فعليه أن يجعل ذلك بطريقة الإقناع والحوار، وبيان العواقب والأضرار على طريقة: (وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني)، أو كما قال عمر: "يهدم الإسلام من لم يعرف الجاهلية".

ولا شك أن التوتر الحاصل من الفتاتين له أسباب منها ما يلي:

1- طبيعة المرحلة العمرية للفتاتين.

2- المقارنات السالبة، كقولنا: فلانة ممتازة وفلانة كسلانة.

3- الغيرة والتزاحم على رضا الوالدين.

4- غياب الأم لفترات طويلة وعدم الاتفاق على منهج موحد.

ومما يساعد على العلاج ما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- الاتفاق على أسلوب وطريقة متفق عليها للتربية.

3- اهتمام الأم بتحقيق التوازن العاطفي وذلك بزيادة الاهتمام بمن لا ينتبه والدها إليها.

4- تربيتهن على الإيمان بالله والمراقبة له.

5- الابتعاد عن أسلوب الشدة واعتماد أسلوب الحوار واللين.

6- مساعدتهن على اختيار صديقات صالحات.

7- تدريسهن جرعات من الآداب الإسلام مع القرآن.

8- التربية على الوضوح والصراحة واتخاذهما صديقات للأب والأم.

9- تحريض الأب على بر الأم وتشجيع الأم لهن على طاعة الوالد.

10- التفريق بينهما عند الاشتباك دون الوقوف مع إحداهن دون الأخرى.

11- تقييم المهام والأدوار بينهما بالعدل .


والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات