كيفية التعامل مع الطفل في زيارته بعد الطلاق

0 573

السؤال

لقد طلقت زوجتي، وابني يبلغ 7 أشهر، وقد حصل الانفصال وهو في عمر الثلاثة أشهر، وقد منعتني زوجتي من رؤية ابني حتى طلقتها وأخذت الورقة، والآن أنا أزوره مرة إلى مرتين في الأسبوع، لكنه يبكي كثيرا حين أزوره.

والآن أصبح عمره 11 شهرا، ولا أعرف متى سيعرف أني والده، وهل أستمر في زيارته وهو في هذا العمر؟ وكم مرة في الأسبوع كافية؟ وإذا كبر وبدأ يسأل عن سبب الطلاق هل أقول الحقيقة له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الأطفال هم أكثر من يتضرر بالطلاق، ويدفع ثمن الفراق، بل إن التوترات والخلافات تؤثر سلبا على الطفل، حتى ولو كان في بطن أمه، ومن هنا فنحن ندعو كل من يفكر في الطلاق إلى التأمل في هذه المسألة حتى يكون القرار صحيحا، والطلاق الناجح هو ما روعيت فيه مصالح الأطفال، وكان تسريحا بإحسان، فلا فضائح ولا قطيعة ولا غيبة ولا نميمة، لكنه اعتراف بالفضل وحرص على إظهار الجوانب الحسنة، والاتفاق على النفقة، وتحديد معالم المستقبل للأطفال، ومراقبة لصاحب العظمة والجلال.

وإذا تأمل الإنسان آيات الطلاق وجد أن القرآن يكرر فيها الحض على التقوى ويخوف من تعدي الحدود، ويذكر بالتوكل على الله.

ونحن نتمنى أن تفكروا في لم الشمل وإصلاح الخلل، فإن تعذر ذلك فوصيتنا لكما بتقوى الله وطاعته، وبضرورة ترك العناد لأن ذلك يدفع الولد إلى الكساد.

ولا شك أن الطفل يعرف أنك والده، لكنه لا يستطيع أن يعبر عن ذلك إلا في وقت متأخر، وقد يصعب عليه أن يألف شخصا لا يراه إلا نادرا، ولعل هذا هو سر البكاء، لكن هذا سوف يزول – بإذن الله – خاصة إذا حرصت على ملاطفته وتقديم الحلوى والهدايا له.

وأرجو أن تشجعه إذا كبر قليلا على القرآن، وتدفعه للصلاة وتأمره بطاعة والدته، ولا بأس من تكرار الزيادة حسب ما تستطيع، وحسب ما تسمح به الجهات الرسمية.

وإذا كبر فلا مانع من بيان ما حصل له، شريطة أن يكون ذلك بالتدرج، ولكننا نتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها وصوابها، حتى يتربى هذا الطفل بين والديه، ويتلقى الجرعات الكاملة من العاطفة والحماية والحب والاهتمام والأمان، والصواب أن تكثر من زيارته وتزيد من الزيارات مع كل عام يكبر فيه وتشتد حاجته إلى الأب، فإن الطفل في سنواته الأولى يحتاج إلى الأم بصورة أكبر، أما إذا تقدمت سنه فإنه يشتاق إلى حماية الأب ومناصرته ويرتاح بالخروج معه لمعالجة صعوبات الحياة.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله وطاعته، ومرحبا بك بين آبائك والإخوان.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات