السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبعث إليكم بمشكلتي: وهي أنني أعاني من حالة من الاكتئاب الشديد منذ حوالي 3 سنوات، تناولت خلالها عقارات كثيرة مضادة للاكتئاب، منها على سبيل المثال:
(ديبريبان) و (زولام) و (كالميبام)، وكنت أعاني من حالة من الوسواس الشديد، ووصف لي طبيبي (فيلوزاك)، وهذه الوساس أعاني منها منذ طفولتي المبكرة بشكل دمر حياتي، إلى جانب العزلة والانطواء التي أعيش فيها، رغم أنني أحاول الاندماج مع الناس لكن في كل مرة أفشل.
وأعاني من أفكار غريبة، ووساس تملأ حياتي وإنني حاليا أعالج بدواء من أدوية الفصام وهو (أريبركس).
أفيدوني أفادكم الله، فإن حياتي قد دمرت، وتركت دراستي بكلية الهندسة هذا العام فلم أدخل الامتحانات بسبب أنني أدرس في محافظة غير محافظتي؛ مما يضطرني إلى السكن مع آخرين، وبالطبع لا أستطيع التكيف معهم.
وهناك مشكلة أخرى وهي أنني أعاني من ممارسة العادة السرية الأمر الذي لم أخبر طبيبي به.
فأفيدوني سريعا أفادكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ WARSH حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة لم يتضح لي في رسالتك هل الذي تعاني منه حقا هو وساوس قهرية، أم هو شيء غير ذلك؛ لأن الدواء الذي تتناوله هو من الأدوية المضادة للفصام، وقطعا لا توجد علاقة وطيدة ما بين الوساوس القهرية ومرض الفصام.
الذي أود أن أنصح به هو أن تستمر على العلاج ما دام الطبيب قد وصفه لك، وعليك الالتزام القاطع به، وعليك أيضا أن تحاول أن تطرد هذه الأفكار السلبية وهذه الأفكار الوسواسية -إن كانت فعلا وساوس-، ولا شك أن العادة السرية هي عادة قبيحة، ولابد أن تتوقف عنها، وهي تضر بصحتك الجسدية وبصحتك النفسية، وذلك بجانب مخالفتها لتعاليمنا الشرعية السمحة.
الإنسان يمكن أن يغير من طبعه، ويمكن أن يغير من تفكيره، وحتى يمكن أن يوجه إرادته بصورة إيجابية، إذا كانت لديه العزيمة على ذلك، فأرجو أن تكون من هؤلاء وألا تفكر سلبيا، وعليك أن تقتحم الانطوائية والعزلة، لا تقول إني قد فشلت؛ الإنسان قد يفشل، أو لا يتوفق مرة أو مرتين أو ثلاثة، ولكن بعد ذلك إن شاء الله سوف ينجح.
عليك دائما أن تكون مثابرا، وعليك أن تكون قويا وجلدا، ولك العزيمة في أن تنجح، ولك أن تواصل مع طبيبك في العلاج الذي وصفه لك، هذا الذي أنصح به، ومن الضروري جدا أن يواصل الإنسان الجرعة كما وصفها الطبيب، الأدوية في بعض الحالات تحتاج لأسابيع ولشهور، وحتى لسنوات حتى تؤدي أو يتحصل الإنسان على الفائدة المرجوة منها.
إذن عليك بالصبر والالتزام بالدواء، وأن تكون أكثر فعالية.
وبالله التوفيق.