آلام حول العين عند القلق وعند وجود الناس فقط

0 388

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المميز

مشكلتي: أني أعاني من آلام حول العين، عند ملتحمة العين (مثل الزغللة)، وأريد أن أحكها بيدي، وذلك عندما أكون متوترا، أو قلقا، أو أكون في مكان يوجد فيه ناس أو حفل.

أما حين أكون وحدي فيذهب عني هذا، وعندما أكون في العمل أكون منطويا، وأشعر بأن أي كلمة تقال عني، وأكتم هذه الأشياء في قلبي، ولا أشكو لأحد إلا لله.

أرشدوني إلى الدواء المناسب، والعمل المناسب، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه الآلام التي تحدث لك حول العين، ما هي في الحقيقة إلا نوع من الانقباضات العضلية البسيطة، التي تحدث لك حين تكون في وضع يؤدي إلى القلق، وهذا يحدث لأن من مكونات القلق الجانب النفسي، والذي يشعر فيه الإنسان بالتوتر والعصبية وأنه مشدود.

أما المكون الثاني للقلق فهو المكون الجسدي، وفيه تحدث الانقباضات العضلية، وهذه الانقباضات يمكن أن تحدث في أي منطقة من الجسم، أو يمكن أن تشمل أي مجموعة من العضلات.

أخي أرجو ألا تنزعج كثيرا، فهذه ناتجة - كما ذكرت لك - من الانقباضات، وأنت قد وضحت ذلك، حيث أن هذه الحالة تنتابك حين تكون مع آخرين، أو في حضور مناسبة، وهذا لأن القلق منه ما يعرف أيضا بقلق المخاوف وهو يحدث دائما في أثناء التجمعات.

أما الجانب الآخر من شكواك وهو الشعور بأنك منطو، كما أنك يأتيك الإحساس بأن الآخرين يتحدثون عنك، هذا أيضا ناتج عن الانعزال الذي فرضته حول نفسك.

أخي، تأكد أن الإنسان يمكنه أن يوسع أو أن يضيق من دائرة معارفه وتواصله، وهذا شيء –دائما- نعتبره من الأشياء الهامة التي يمكن أن تعود سلبا أو إيجابا على الصحة النفسية.

في واقع الأمر يظهر أنك لم توسع دائرة التواصل عندك وفضلت أن تكون لوحدك، مما قلل ثقتك بالآخرين، وأصبح يأتيك الاعتقاد أنهم يتحدثون عنك أو أنك مرصود من طرفهم، هذا بالتأكيد ليس حقيقة، وهو أيضا في نهاية الأمر يرتبط بالقلق، وربما يكون لديك بعض الحساسية في شخصيتك.

نصيحتي لك يا أخ محمد: أن تقتحم هذه السلبية التي تعيش فيها، وأن تثق في مقدراتك، وأن تقول مع نفسك: أنا لا أقل عن الآخرين مطلقا، وانظر في حياتك، وسوف تجد أنك -الحمد لله- فيك طاقات الإيجابية كثيرة، ولكنك لم تستفد منها.

إن التواصل والتعامل مع الآخرين هو الذي يبعد ويزيل الانطواء، وهو الذي يزيد أيضا من ثقتنا في الآخرين، كما أنه لا يجب ألا تلتفت إلى ما يقوله الآخرون، علينا أن نعرف أن الناس يختلفون في مزاجاتهم وفي تصورهم وفي تعاملهم وفي مثلهم وقيمهم وأخلاقهم، خاصة في ما يتعلق في التعامل مع الآخرين.

أنا أعتقد أن أمرك فيه الحساسية الزائدة، بمعنى ألا أعتقد أن كل الناس سيئين أبدا بالعكس تماما، كل الناس أو معظم الناس هم الأخيار، فأنت قلل من هذه الحساسية وحاول أن تختلط، وحاول أن تضع لنفسك برامج يومية، يجب أن تكتبها، ولابد من أن تشمل هذه البرامج الزيارات والتواصل مع الآخرين.

إن التواصل عن طريق المسجد لهو حقيقة من أفضل الأشياء، المسجد هو مكان الثقة، هو المكان الذي نقابل فيه الأخيار، هو المكان الذي نقابل فيه الأحبة، وهذه الثقة التي نتبادلها مع إخواننا المصلين سوف -إن شاء الله- تستمر وتتواصل حتى مع الذين لا يرتادون المسجد، أو على الأقل يمكننا أن نتعلم كيفية التعامل معهم، حتى إن أدى ذلك إلى ابتعادنا عنهم بعض الشيء فيما لا يرضينا بعد إسداء النصح لهم.

أخي الفاضل! أرجوك أيضا أن تمارس الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية، فهي إن شاء الله تزيل الانطوائية وتشرح الصدر وتحسن من تواصل الإنسان.

أخيرا -يا أخي- لا بأس أن أصف لك علاجا دوائيا بسيطا لفترة ثلاثة أشهر، هذا الدواء يعرف باسم زولفت، يفيد في القلق، وإن شاء الله يجعلك أكثر استرخاء وراحة، وسوف يزيل هذه التقلصات أيضا التي تعاني منها لأنها ناتجة عن القلق.

جرعة الزولفت هي 50 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تتوقف عنها ويستحسن أن تتناوله ليلا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات