ما علاقة الاستمرار على مشاهدة المحرمات في الإنترنت بالسحر؟

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب ملتزم منذ أكثر من 5 سنوات، وأحفظ من القرآن الكريم (8 أجزاء) وأنوي أن أتم حفظه إن شاء الله، لكنني بدأت أوقن مؤخرا أن هنالك شيئا غير طبيعي في حياتي؛ فبالرغم من أنني عادة أقرأ من (1-3) أجزاء من القرآن يوميا، إلا أن كل طرقي وحيلتي فشلت في جعلي أصون عيني عن النظر إلى المحرمات على الإنترنت!

وما يجعلني أشك بأن الأمر ليس طبيعيا -ليس مجرد عودتي المتكررة لهذه المعصية- بل هو الطريقة التي أشعر أني أدفع بها للقيام بهذا الشيء، فهنالك رغبة قوية جدا تخرج بشكل مفاجئ لا يقبل المساومة، وسؤالي هو: هل من الممكن أن يكون الشخص مسحورا، ويقرأ من القرآن ما بين الجزء والثلاثة أجزاء يوميا، دون أن تظهر عليه أعراض السحر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن السحر لا يصيب من يتلو القرآن، ويحافظ على ذكر الرحمن، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وإن حصلت إصابة بالسحر أو العين، فإن الآثار تضعف، وقد تتلاشى بكثرة التلاوة والذكر، كما أن كل شيء بقضاء الله وقدره، فقد قال ربنا: ((وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة:102].

ولكني أقول لك بداية: ما ينبغي أن نذهب لمثل هذه التفسيرات دون أن ننظر في الأسباب العادية والمألوفة للوقوع في المعاصي، فإن السيئة تجر إلى أختها، وكذلك الحسنة، وإذا رأيت الرجل يعمل حسنا فاعلم أن له منها أخوات، أو رأيت الرجل يعمل سيئة فاعلم أن عنده منها مثيلات.

وإذا عود الإنسان نفسه النظر إلى المحرمات، فإن ذلك يتحول إلى ما يشبه الإدمان، ولا علاج له إلا باللجوء إلى الرحمن، والاستعانة بمالك الأكوان، والبعد عن أماكن النساء، وإخراج الإنترنت إلى الصالة حتى يراه كل شخص، فإن الوحدة تجلب الشيطان، والأبواب الموصدة تشجع على المعاصي، وعليك برفقة الصالحين من الإخوة، وبمراقبة الرقيب الرحمن.

وأرجو أن تعلم أن أسوأ الذنوب ما كان في الخلوات، وتذكر أن الله يراك، فكيف تعصيه وأنت تعيش في أرضه وتأكل من رزقه، ولا تملك الخروج على سلطانه، وعجبت للعاصي يختفي من الناس، ويخشى الناس والله أحق أن يخشاه، وأرجو أن تردد قول الشاعر الحكيم:
إذا ما قال لي ربـي أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تـأتيني

وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: (يا صاحب الذنب إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب إن خوفك من الريح إذا حركت سترك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب).

وما أحسن ما قاله الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغـفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

وهذه بعض الأشياء التي تعينك على التوقف عن العصيان:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2- مطاردة الفكرة في بدايتها قبل أن تتحول إلى إرادة وعمل.
3- وضع جهاز الإنترنت في مكان مفتوح وليس في غرفة مغلقة.
4- تجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد.
5- تذكر العواقب السيئة للعصيان في الدنيا والآخرة.
6- شغل النفس بالمفيد قبل أن تشغلك بما يغضب رب العبيد.
7- تذكر خطورة النظر إلى المحرمات، وإدراك تأثيره على القلب، فإن النظر سهم مسموم، والسهم المسموم يتلف الهدب، كما أن النظرة المحرمة تتلف القلب، وهو المضغة التي بصلاحها يصلح الجسد وبفسادها يفسد.

فاتق الله في نفسك، وعمر حياتك بذكر الله وطاعته ومراقبته، فإنه سبحانه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) [غافر:19].

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات