السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:
فنشكركم على هذا الجهد المبذول منكم
مشكلتي هي أنني -إن شاء الله تعالى- أريد في مرحلة كتب الكتاب - عقد القران - وما يصاحبه من احتفال أن يكون على المنهج الإسلامي، وحاورت خطيبتي في هذا الموضوع وهي مقتنعة بذلك تمام الاقتناع، ولكن هذا من الناحية العقلية، أما من ناحية النفس والهوى فهي مترددة وتشعر أن هذا لا يعد فرحا، وأن الناس سيغضبون من ذلك، وهذا أكبر ما يهمها، وأنا لا أنكر هذا الصراع الداخلي، فهو دائما موجود بين الحق والباطل، ولكن أريد أن أزيل عنها مخاوفها وأشجعها على قرارها وأن لا تعبأ برأي الناس وتتمسك برأيها دون مخاوف، وفي نفس الوقت نريد أن نضع استراتيجية لتهيئة الناس لهذا الاحتفال بدون تذمر أو تبرم ودون مشاكل، فخطيبتي تخشى من هذه المشاكل وتتأثر بها ولا تريد أن تغضب أهلها، وخاصة أننا في مجتمع ريفي وتعلمون ما به من عادات تخالف الشرع للأسف.
مع العلم أن ميعاد العقد ليس قبل 6 أشهر على الأقل.
وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ismail ameen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تغيير العادات من الأمور التي تحتاج إلى عزيمة وحكمة بعد توفيق الله، كما أنه من المهم إقامة تجربة ناجحة لفرح إسلامي حتى يتأسى بكم الآخرون، ودائما تغيير العادات المتأصلة يحتاج إلى إقامة نموذج؛ ولذلك لما أراد رب العزة والجلال أن يزيل عادة التبني أقيمت تجربة كاملة حيث تبنى الرسول صلى الله عليه وسلم زيدا ثم زوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش رضي الله عنها ثم طلقها زيد وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فالأمر يحتاج منكم إلى هدوء وإصرار وحكمة، ومن الضروري أن تطالبوا بمساعدة الفضلاء والعاقلات من الطرفين كما نتمنى أن تقدموا طاعة الله.
وأرجو أن تهتموا بالأمور الكبيرة التي فيها مخالفات، والإسلام لا يمنع الفرح ولكنه – يرفض المعاصي، بل إن الإسلام دعوة لإظهار الفرح وإعلان الزواج.
ونحن ننصحكم بإعلان رغبتكم في أن يكون فرحكم خاليا من المعاصي، واطلبوا من إمام المسجد والعلماء أن يتكلموا عن هذه الأمور، واعلموا أن كثيرا من الناس يشعر ويتألم لما يحصل من مخالفات وإسراف وتعقيدات ولكنهم يحتاجون إلى من يكون قدوة، ويبدأ التصحيح، واستحضروا نية الإصلاح وتوكلوا على العظيم الفتاح واستعينوا به، وتوجهوا إليه بإلحاح واذكروه في المساء والصباح.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بالتسديد والمقاربة، ومرحبا بكم في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمركم وأن يغفر ذنبكم.
وبالله التوفيق والسداد.