السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا لدي قلق وتوتر ورهاب اجتماعي فأخذت كل من زيروكسات وفلونكسول حسب وصف الطبيب المعالج، وكان لدي سرعة قذف هائلة ولكنني لم آخذ الزيروكسات من أجلها ولكن للعلاج النفسي، فجاء بفائدتين ولله الحمد، ولكن لاحظت في الفترة الأخيرة أن التأخر في القذف زاد عن حده ولا يوجد لدي المتعة التي كانت في الماضي، مع أن الانتصاب جيد والحمد لله.
وسؤالي هو: هل يوجد شيء يزيد من الرغبة والقذف ولا يؤثر استعماله مع الأدوية التي أتعالج بها؟
ثانيا: أنا في بداية العلاج -لي الآن أكثر من أسبوعين وأتناول 20 ملجم- ولكنني أعيش في مصر والعلبة الأولى من دواء زيروكسات اشتريته من السعودية وهو بـ 175 ريال وهنا في مصر بـ60 جنيه فقط، فمن المؤكد أنهم يختلفون، فهل أستطيع إكمال الدواء من مصر أم لا بد من إكمال العلاج بنفس الأول الأصلي؟ وهناك من نصحني بأن أبدأ بالزيروكسات سي آر 25 بعد انتهاء العلبة الأولى، فهل تؤيدون ذلك؟ وما الفرق بين الاثنين؟ وأشكركم على مجهوداتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقبل أن أبدأ معك في الأدوية أرجو أن تعطي العلاج السلوكي أهمية، والعلاج السلوكي يقوم على المواجهة، فعليك أن تواجه كل المواقف التي تحس فيها أنك في وضع قلق أو توتر، وعليك أيضا أن تحقر هذه المشاعر وتقل لنفسك أنا أقوى من هذه المشاعر.
وأود أن أؤكد لك أن الرهاب الاجتماعي والقلق يجعل الإنسان يتقبل أو ينظر لأعراضه بصورة مبالغ فيها، وعليه أرجو أن أؤكد لك أن التجارب العلمية أثبتت أن الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع هذه الأعراض فيها الكثير من المبالغة، بمعنى أن ليس الخوف بالحجم الذي تراه وقد ير البعض أنه سوف يرتعش أو أنه سيسقط أمام الآخرين أو أنه سوف يتعرق أو أنه سوف لا يقدر أن يسيطر على الموقف، هذا كله فيه شيء من المبالغة، فأرجو أن تتأكد من ذلك.
ومن الشيء المهم جدا هو ممارسة الرياضة لتجنب هذه المخاوف الاجتماعية وهذا القلق، فالرياضة الجماعية تمتص القلق والتوتر وتقلل من الرهاب الاجتماعي وتحسن أيضا من المعاشرة الجنسية، هذا أمر قطعي وأكيد حسب ما هو موجود في كثير من الدراسات.
وأما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أتفق معك تماما أن الزيروكسات هو من الأدوية الطيبة والممتازة، ولكن عند بعض الناس ربما يؤخر القذف، وأنت في حالتك استعملته بالطبع كعلاج جانبي لهذه الحالة ولكن حدث بعد ذلك تأخر في القذف لدرجة غير مقبولة، فهذا يعتمد على الجرعة لدى كثير من الناس الذي يتناولون جرعة كبيرة مثل 40 مليجرام أو أكثر يحدث لهم هذا التأخر في القذف، وأنت فيما أعتقد تتناول 20 مليجرام، وهناك طريقتين:-
1- إما أن تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام وترى كيف ستسير الأمور، فإذا طبقت التمارين الإرشادية السابقة وأخذت الفلونكسول مع 10 مليجرام من الزيروكسات أرى أن هذه الجرعة سوف تكون كافية في حالتك، وبالطبع سوف يتحسن أمر القذف لديك مع هذه الجرعة.
2- أما إذا رأيت أن الـ 20 مليجرام ضرورية ولا بد أن تستمر عليها وكان أمر القذف مزعجا لك فعندها يمكن أن تضيف دواء آخر يعرف باسم برياكتين Periactin، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، فهذا الدواء يبطل لدرجة كبيرة مفعول التأخر في القذف الذي يحدث من الزيروكسات، وهو دواء يستعمل أيضا لفتح الشهية ويحسن النوم لدى بعض الناس، وبالتأكيد ليس هنالك ضرورة في أن تتناوله لفترات طويلة.
إذا أمامك الخيارين؛ إما أن تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام من الزيروكسات، أو تظل على جرعة 20 مليجرام، وفي هذه الحالة تستعمل البرياكتين كما ذكرت لك.
وأما بالنسبة للدواء التجاري والدواء الأصلي، فالزيروكسات عمره الآن في الأسواق حاولي 12 سنة، والدواء في مثل هذه الحالة لا توجد فنيات كثيرة في صناعته، أي أن أسراره العملية وتركيباته الفنية تكون قد علمت للجميع وذلك بالنسبة للشركات المصنعة للأدوية، وأنا أعرف أن الزيروكسات (التجاري) في مصر جيد، فنسبة فعاليته لا تقل عن 80 إلى 85% وهذه في نظري كافية جدا، فأرجو أن لا تكلف نفسك مطلقا بإحضار الدواء الأصلي المكلف وهذا (التجاري) يكفي، وأسأل الله أن يجعل لك فيه الشفاء.
وأما بالنسبة لزيروكسات CR25 فهو لا يختلف كثيرا عن الزيروكسات العادي 20 مليجرام، فقط الزيروكسات CR25 يتم امتصاصه في الأمعاء الغليظة الذي يقلل من آثاره الجانبية المتمثلة في سوء الهضم وعسر الهضم الذي يشعر به بعض الناس حين يبدأ في تناول الزيروكسات العادي، إذن لا يوجد أي تميز.
وكان البعض يعتقد أن الزيروكسات CR25 حين يتوقف عنه الإنسان فجأة لن يحس بالآثار الجانبية ولكن هذا اتضح أنه ليس صحيحا، فكلتا الحالتين في استعمال الزيروكسات العادي والزيروكسات CR25 لابد أن يكون التوقف بالتدرج، وهي بأن تخفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم إلى نصف حبة يوم بعد يوم وهكذا، إذن ليس صحيحا أن زيروكسات CR25 لا يسبب آثارا انسحابية.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق.