السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي تريد تركيب اللولب، وقد قامت من قبل بتركيبه وأتعبتني معها كثيرا، بسبب كثرة التوجع ونزول دم منها ومرضها الدائم، وهي حاليا تريد تركيب لولب، فهل توجد لوالب وأنواع لا تسبب المتاعب؟ وكم هي فترة توقف الجماع بعد التركيب (يعني كم هي فترة النقاهة)؟ أرجو منكم إرشادي حول مشاكل اللولب وما يتعلق به.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن المعروف أن كل وسيلة من موانع الحمل لها محاسنها ومساوئها، وبشكل عام لا توجد وسيلة مثالية (100%)، ولا بد من أن تعرف السيدة بعض الأعراض التي قد تعاني منها قبل أن تستعمل أي طريقة، ولا بد من أن يتم شرح الأمر لزوجتك بشكل علمي وواضح وبسيط من قبل طبيبتها.
وأما عن الأمور التي من الممكن أن تصادفها خلال استعمالها اللولب، فعادة عندما تعرف السيدة عن بعض هذه الأعراض لا تتفاجأ بها وتتقبلها وتتعامل معها، ومن المعروف أن اللولب وسيلة ممتازة لمنع الحمل، خاصة إن كانت السيدة لا يوجد عندها ما يمنع من استعماله.
وللولب أنواع عديدة هذه الأيام، وأحدثها ما يحوي في تركيبه هرمون البروجسترون، واسمه لولب (ميرينا) وهو لولب يشبه شكله بقية اللوالب، إلا أنه قد أضيف إليه هرمون البروجسترون ليساعد في منع الحمل، وهو أيضا يفيد في تقليل دم الدورة عادة، ولكن هذا الأثر قد يأخذ بعض الوقت ليظهر، لذلك تنصح السيدة بالصبر، وأن لا تتسرع بالحكم على اللولب إلا بعد مضي (3-6) أشهر حتى يتقبله الجسم ويعتاد عليه.
ولا أعلم نوع اللولب السابق الذي كانت تستخدمه زوجتك، فإن كان هو نفسه واستخدمته أكثر من ستة أشهر وخلالها لم ترتح عليه فأغلب الظن بأنها لن ترتاح على أي نوع آخر، والأفضل هنا اللجوء إلى طريقة أخرى لمنع الحمل.
وأما إن لم تجربه فيمكن لها أن تجربه الآن، ولكنه غالي الثمن بعض الشيء، ويجب تركيبه في اليوم الخامس من الدورة الشهرية -حتى لو لم تتوقف الدورة- ليبدأ في إعطاء مفعوله، وننصح عادة باستعمال وسيلة إضافية في الشهر الذي يوضع فيه اللولب كنوع من الاحتياط حتى نضمن منع الحمل، مع أن مفعوله عادة يبدأ مباشرة بعد تركيبه، ويمكن حدوث الجماع بعد تركيبه مباشرة إن كانت السيدة قد طهرت، ولا ضرر في هذا الأمر، والأفضل في اليوم الثاني بسبب ما يرافق تركيبه من ضغط على نفسية السيدة أحيانا.
وسأتكلم عن بعض الأعراض والأمور الهامة التي تختص باللولب، حيث أن نسبة الفشل قليلة جدا - لا تتجاوز اثنان بالألف، ولكن إن حدث حمل فيجب التأكد فورا بأنه ليس حمل خارج الرحم، ويجب قبل تركيبه إجراء فحص نسائي كامل للسيدة، مع أخذ عينة من عنق الرحم، للتأكد من عدم وجود أي التهاب، وعلاجه قبل التركيب، وكما يجب أخذ مسحة من عنق الرحم لفحص الخلايا كإجراء روتيني.
وقد يحدث بعض النزف المتقطع أو المتواصل، أو بالعكس قد يحصل تباعد في الدورة أو قلة في دم الدورة الشهرية، وهنا ننصح السيدة بالصبر؛ لأن هذه الأمور سرعان ما تصلح وتعود إلى طبيعتها بعد (3-6) أشهر من الاستخدام، فيجب عدم التسرع في الأمر - إلا إن كان شيئا شديدا -، كما قد يحدث تباعد للدورة كبير، وهنا لا خوف من ذلك، وعلى السيدة أن تتأكد من أن هذا الانقطاع ليس بسبب حدوث حمل غير متوقع، ففي كل مرة تتأخر الدورة، وفي أي طريقة منع حمل يجب إجراء تحليل للحمل.
ويعمل هذا اللولب على تغيير وضمور بطانة الرحم، وجعلها غير قابلة للتعشيش، كما يغير في طبيعة مخاط وإفرازات عنق الرحم، فيجعلها لا تسمح للحيوانات المنوية بالدخول إلى الرحم، بالإضافة إلى آلية عمل كل اللوالب من الأنواع الأخرى، ولكن وبشكل عام يبقى المبيض محافظا على وظيفته في إنتاج البويضات رغم وجود اللولب.
وقد تحدث بعض الآلام والتشنجات الخفيفة بعد تركيبه، ولكن تختفي بسرعة، ولا يجب أن تستمر لأكثر من يومين، وغالبا لا يحدث أي شيء، لذلك فإن أي ألم يستمر أو يكون شديدا يتطلب مراجعة الطبيبة فورا، وأؤكد على أن يتم التركيب بيد خبيرة، والتأكد بالتصوير التلفزيوني من أنه في المكان الصحيح، وختاما أتمنى لك ولعائلتك جميعا دوام الصحة والعافية.
وبالله التوفيق.