الموقف من إرادة الأب تزويج ابنه بأخت زوجته الثانية في ظل تهديد الأم بالقطيعة لولدها.

0 449

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 23 سنة، بقي على تخرجي من الجامعة سنتين تقريبا، ولذلك بدأت أفكر في زوجة المستقبل، بحثت وبحثت وأخيرا وجدت ضالتي فتاة ملتزمة حافظة للقرآن مهذبة ذات خلق، أهلها دائما يذكرون بالخير في كل مجلس، فرحت بذلك كثيرا وأصبح تفكيري الآن كيف أبدأ في فتح الموضوع مع الوالد حفظه الله، لجأت إلى الوالدة رعاها الله، توقعت طبعا موافقة الوالد بدون أي تردد لأنه يعرف هذه العائلة جيدا بل هم من المقربين لنا، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد رفض الوالد تماما دون أن يبدي أي سبب، وكثيرا ما كان يتهرب مني، وبعد إلحاح مني صارحني وقال: إنه يريد أن يزوجني من أخت زوجته، وقال: إنه اتفق مع والدها ( عمه ) من قبل عدة سنوات، وهو لا يستطيع أن يرجع في كلامه حسب تعبيره، وأن زواجي بأخت زوجته سوف يتم لا محالة.

فأسقط في يدي، فأمي بعد أن علمت بالموضوع جن جنونها، فهي لا تحب ضرتها ولا حتى تحب أهل ضرتها، وأخبرتني أنه لو تم هذا الزواج فأنا لست ولدها ولا تعرفني، فوقعت بين نارين: إصرار الوالد وتهديد الوالدة سامحهما الله! علما بأني لا أحب من أختارها لي أبي وإن تم الزواج فهو لإرضائه لا غير، كتبت ما كتبت لعلي أجد حلا شافيا عندكم.

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان الله في عونك وسدد على الخير خطاك وألهمك التوفيق والرشاد في معالجة هذا الأمر الشائك، ويسر أمرك وجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وذلل لك الصعاب وهدى والديك للحق والصواب.

أخي الكريم: إنها فعلا مشكلة من أعظم المشاكل؛ إذ كيف يقوم شخص مهما كان بإلغاء شخصية أعز الناس إليه وهضمه حقا من أهم حقوقه الشرعية والإنسانية؟ إنها فعلا مأساة كنت أظن أنها انقرضت.

ولكن يبدو أننا ما زلنا في حاجة ماسة إلى أن نعيد النظر في فهمنا للإسلام وقيمه ومبادئه حتى نتوقف عن الاعتداء على حقوق الآخرين، وألا نتصرف نيابة عنهم مهما كانت الأسباب.

لذا أنصح بضرورة الاستعانة بكل من تعرف من أهـل الخير أو الجاه أو المال أو السلطان لإقناع والدك بالعدول عن هذا القرار، وترك الحرية لك للاختيار والارتباط بمن تراها صالحة لك وفق الضوابط الشرعية المعتبرة، خاصة أن والدتك هي الأخرى قد أعلنت الحرب عليك من الآن، نعم أنا معك بأن الوالد ليس من حقه أن يفعل ما فعل لا شرعا ولا عرفا.

وأن الشرع أعطاك الحق في رد اختياره لأنه ليس له شرعا أن يختار بنيابة عنك إلا بتفويض منك، واعلم أيضا أن من حقك أن تتزوج من شئت حتى ولو اعترض والداك، إلا أننا لا نريد أن نحل المشكلة بمشكلة أكبر منها، لذا أنصحك بضرورة الاستعانة بمن ذكرت، وركز على الجانب الشرعي وبيان أن هذا نوع من الظلم المحرم، وعليك بالدعاء والإلحاح علي الله أن يعدل والدك عن قراره الذي سيوقعك أيضا في حرج شديد مع والدتك، وعليك بالصبر ولن يخذلك الله ولن يخيب ظنك فيه ما دمت تحسن الظن به.

مع دعواتي لك بالتوفيق للذي هو خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات