السؤال
السلام عليكم.
كنت قد بعثت إليكم بسؤالي عن الغضب ومشاهدة التلفاز، ورددتم على بمراجعة رقم 1150 ولي تعقيب:
1- غضبي في الأساس يكون بسبب رؤيتى للأخطاء والأوضاع المخلوطة سيان في بيتى أو مجتمعي.
2- أنا أمارس الرياضة.
3- المشكلة هنا هي سرعة غضبي وليس الغضب في حد ذاته.
4- ثم إنني أشتكي من مشكلة أخرى، وهي صوتي الجهوري قد يسبب لي الحرج في بعض الأوقات، مع العلم أنه ليس عندي عيوب في السمع.
5- هل يمكنني تهدئة طباعي، فأنا أعتقد أنني ممن يطلق عليهم Emotionally labile .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تعقيبك على الإجابة الخاصة باستشارتك السابقة، ونود أن نوضح لك أن سرعة غضبك لا بد أن تكون مرتبطة بشخصيتك الانفعالية، حيث إن سرعة الغضب أو سرعة الإثارة تلازم الشخصيات الإنفعالية والقلقة والمتوترة؛ وإن كان في أوضاع كثيرة لا يظهر هذا القلق والتوتر على السطح، ولذا يميل البعض لتسميته بالقلق المقنع.
أكرر مرة أخرى يا أخي: بأن من الأشياء التي ستفيدك كثيرا هو أن تعبر عن رأيك في الحال حتى بالنسبة للأمور الصغيرة، وأن لا تترك الانفعالات تتراكم لديك، حيث إن هذا التفريغ النفسي البسيط يساعد كثيرا في تخفيف نوبات الغضب.
كما ننصحك بأن تجري حوارا ذاتيا مع نفسك تتصور فيه أنك قد أسأت لشخص آخر نتيجة لغضبك وتعجلك في الأمور وتكرر مثل هذه التمارين السلوكية البسيطة، وسوف يؤدي ذلك بإذن الله لإضعاف شحنات الغضب أيضا.
ونكرر أن الأبحاث العلمية السلوكية أكدت أن ممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة تساعد كثيرا في مثل حالتك، والحمد لله ما دمت تداوم على الرياضة فهذا شيء طيب.
أما بالنسبة للصوت الجهوري فهذه خاصية لا تخرجك من نطاق ما هو طبيعي، وكم هو جميل منك أن تسعى لمخاطبة الآخرين بصوت معقول، وعليك أن تجري تمارين يومية تخفض فيها صوتك للدرجة التي لا يسمعك شخص يجلس في غرفة مجاورة، وحاول دائما حين تبدأ الكلام أن تتذكر وتركز على أن يكون صوتك متوسطا، وهذا يمكن أن يتأتى بعدم التركيز على محتوى الكلام، وتجعل كل انتباهك نحو حجم الصوت.
وعليك يا أخي أيضا أن تجعل لنفسك جلسات يومية مع شخص قريب منك، وتتفق معه على إجراء مخاطبة بينكما على أن يذكرك وينهاك عن ارتفاع الصوت.
من الممكن أيضا أن تروض نفسك وتذكرها دائما أن أنكر الأصوات لصوت الحمير؛ فهذا سوف يشد انتباهك وتركيزك للتحكم في صوتك بقدر المستطاع.
وجزاك الله خيرا.