السؤال
السلام عليكم.
كيف أبث في طلابي في المستوى الثانوي الرغبة الداخلية نحو القراءة وحب الاطلاع بأسلوب علمي وعملي؟
حيث أنني أعاني من هذه المشكلة مع طلابي، وكم بينت فضل العلم وثواب طالب العلم وغيرها من الأمور وكم كلفتهم بمواضيع كي يبحثوا فيها كتشجيع للقراءة ولكن دون فائدة، فأرجو أن تفيدونا.
ولكم الأجر إن شاء الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حب القراءة يكتسبه الطالب منذ أن يفك شفرة الحروف، وينبغي أن يعود على مطالعة القصص والموضوعات المشوقة الأخرى، ليكتسب مفردات لغوية وأساليب تعبيرية تساعده على الفهم والتعبير معا.
إن الطلاب في المرحلة الثانوية فاتتهم هذه المرحلة المهمة ولم يكتسبوا العادات الثقافية، وذلك بسبب إهمال العائلة ثم المدرسة .
وليس أمامك سوى أن تقترب منهم أكثر ليسهل لك قيادهم ويتجاوبوا معك ويعمدوا إلى الأخذ بتوجيهاتك، ولن يتحقق ذلك دون اكتساب المدرس لمحبتهم واحترامهم .
ويمكن لإدراة المدرسة أن تنظم مسابقات بين الطلبة تشجع على المطالعة مثل تلخيص بعض الكتب المهمة؛ وإجراء حوار بين مجموعتين من الطلبة حول كتاب تعينه وتخصص لذلك جوائز مناسبة .
زادك الله حرصا على تعهد طلبة العلم ووفقك في مسعاك
د. أكرم ضياء العمري
=============
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي:
جزاك الله خيرا على سؤالك والذي يمثل مشكلة عصرية تعاني منها الكثير من الأسر.
لا شك أن حب التعليم والتعلم والإطلاع يعتمد على عدة محاور تتمثل في الطالب، الأسرة، المؤسسة التعليمية، وسلوك المجتمع والبيئة نحو التعليم .
كما أن أساليب التعليم ومحتويات المناهج أصبحت أمرا شاغلا يعزى لها الكثير من أسباب تدهور التعليم والتحصيل بصفة عامة، كما ذكرت لا بد للطالب أولا أن يعرف قيمة التعليم وأهميته وأن لا يؤخذ الأمر بتساهل، لأن من يعرف قيمة الشيء حقا يحافظ عليه، وعليه أرجو أن تواصل في ترغيب طلابك بشتى الطرق ولا تيأس من كثرت المحاولات.
واعلم أن الطلاب ليسوا بشريحة واحدة، فعليك التركيز أولا على من يرجى منهم حتى يكونوا قدوة للآخرين ولخلق نوع من التنافس يكون بمثابة طاقة دافعة للمتراخين.
ومن الأساليب الفاعلة للتحفيز من أجل التحصيل العلمي هو البحث في حياة الطالب والنظر لأي مشكلة اجتماعية أو أسرية قد تكون معيقة؛ والبحث مع الطالب في أساليب حل هذه المشاكل فهذا سوف يجعل الطالب يشعر بأن معلمه يشاركه في كل صغيرة وكبيرة.
المتابعة الأسرية لا شك بأنها هامة، ومتى ما كان العلم والتعليم يشكل أهمية في حياة الأسرة فسوف تقوم الأسرة بدورها في تشجيع الطالب.
من المهم جدا أيضا تشجيع هؤلاء الطلاب على تكوين بعض المقدرات البحثية، وليس الإعتماد على التلقي فقط.
هنالك نشاطات لا بد للطالب أن يمارسها مثل الرياضة والمشاركة في الجمعيات المختلفة، وكذلك الإطلاع غير الأكاديمي وتنظيم وقته ونومه وغذائه.
أرجو يا أخي أن لا تصاب بأي نوع من الإحباط ما دمت تقوم بواجبك كاملا حيال طلابك، فمن المستحيل أن يكونوا جميعا جيدين في تحصيلهم .
ونسأل الله تعالى أن يوفق المعلمين التربويين والغيورين من أمثالك لوضع أساليب ومناهج تساعد على التحصيل؛ وكما تلاحظ فإن موضوع القراءة والإطلاع أصبحت مشكلة تواجه البيت العربي والمسلم، وعلى العكس يلاحظ في الدول الغربية أن الناس منهمكة في القراءة والإطلاع حتى في داخل القطارات والطائرات.
وبالله التوفيق.