السؤال
لدي أخ مدمن مخدرات، والذي أعرفه أنه يستخدمه على شكل سجائر منذ سنوات ( 9) سنوات في الفترة الأخيرة، وقد ساءت حالته وأخذ يروي قصصا غريبة ومستحيلة الحدوث عن حياته، ويحاول معي أن أصدقها، حتى إنه يروي أدق التفاصيل والأسماء، ولكني على يقين أن الذي يقوله من نسج الخيال، ولكنه يحاول معي، ولا أعرف كيف التصرف السليم؟
وإذا أبلغنا عنه سوف يفقد وظيفته، ويكرهنا، وقد تسوء حالته، وقد حاولت إقناعه بالذهاب إلى الطبيب أو إحدى اللجان المختصة بالإدمان، ولكن للأسف مقتنع أن ما يعانيه بسبب رفضنا تصديقه، وأننا نحاول غسل مخه لنسيان ماضيه، مع العلم أن حياته طبيعية، وهو الآن موظف في مركز مسئول كمبيوتر، أرجو إفادتي بكيفية التصرف معه، على الرغم أنه أكبر مني، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على سؤالك، ونسأل الله تعالى لأخيك العفو والمعافاة.
إن إدمان الحشيش يسبب الكثير من المضار على الصحة النفسية والعقلية والجسدية، ومنها ظهور هلاوس وإضراب في الأفكار وما يعرف بالضلالات، وهذا هو الذي يعاني منه أخيك.
بالنسبة للعلاج، طبعا ليس من المفترض التبليغ عليه، ولكن المطلوب هو أن تبني معه علاقة قائمة على المودة والمحبة والصراحة، ويمكن من خلال هذه العلاقة إقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي دون الإشارة إلى طبيب متخصص في علاج الإدمان؛ لأن المهم في هذه المرحلة هو علاجه من الحالة الذهانية (العقلية) التي حدثت له، ويمكن بعد ذلك للطبيب المعالج أن يستغل العلاقة العلاجية التي تنشأ بينهما لتأهيله من الإدمان.
ومن المهم جدا أن يقوم بإقناعه أقرب الناس إلى مشاعره وتاثيرا عليه، وأنصحك بشدة أن لا يقوم أحد بمناقشته ومحاولة إقناعه بأن أفكاره الضلالية غير منطقية؛ لأن محاولة ذلك سوف يؤدي إلى تثبيت هذه الأفكار وجعلها أكثر صلابة، أود أن أؤكد لك أنه توجد الآن بحمد الله عقاقير مضاضة للذهان ذات فعالية كبيرة، وبإذن الله سوف ينتفع أخوك بها.
وبالله التوفيق.