السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكركم على موقعكم المتميز وأدعو الله أن يوفقكم لما هو خير دائما.
مشكلتي تتلخص في أن زوجي دائم الكذب علي حتى في الأشياء التافهة، علاوة على ذلك فإنه يحلف على الكذب ولا أعلم ماذا أفعل معه أرشدوني جزاكم الله كل خير.
ملاحظة: أرجو سرعة الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يسرنا أن نسجل لك خالص شكرنا، وعظيم تقديرنا، على ثنائك على الموقع، ونسأله سبحانه أن يجعلنا دائما أبدا عند حسن ظنك، وظن إخواننا من المسلمين جميعا، وأن يوفقنا لخدمة الجميع، وأن يتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. اللهم آمين .
أختي الكريمة مما لا يخفى عليك، ولا على أحد من المسلمين، أن الكذب من عظائم الذنوب، وأنه من صفات المنافقين، والعياذ بالله، ولذا حذر منه النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، وبين أن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا - عافانا الله وإياك - إلا أننا إذا نظرنا لحقيقة الأمر وجدنا أن الكثير ممن يكذبون هم في الأصل ضحايا تربية فاسدة، كثر فيها الكذب، حتى أصبح صفة ملازمة لهم، وإني على يقين أن كثيرين منهم حاولوا التخلص من تلك الصفة الذميمة لما يتعرضون له من مذمة وانتقاص واحتقار من الآخرين، والبعض الآخر - وهم قلة - ما زالوا على ما هم عليه دون أدنى رغبة في التغيير.
لذا أود أن تتعاملي مع زوجك كما لو كان مريضا بأي مرض من الأمراض العضوية، ماذا يحتاج منك؟
يحتاج إلى الرفق والعطف والحنان والصبر وسعة الصدر، مع التنبيه اللطيف إذا كان من النوع الذي يتقبل النصح؛ لأن كثيرا من الرجال لا يقبلون ذلك، فعليك بالنصح الطيب الهادئ بعيدا عن التأنيب أو التوبيخ، حتى تأخذي بيد زوجك وتساعديه على الصدق، ولا مانع من الاتفاق على عمل برنامج يحدد الزوج من خلاله عدد المرات التي وقع فيها في الكذب، ويعدها عدا، ويحاول التخلص منها، أو الاستعانة ببعض الكتب في ذلك، مع العلم بأنني لا أريد مجرد الكتب الدينية التي تبين حكم الكذب، فالكل يعرف أنه حرام، وإنما أريد الكتب التربوية التي تساعد في التخلص من المشكلة وعلاجها والقضاء عليها، وهي متوفرة ولله الحمد.
فبهذه الطريقة قد نساعده في التخلص منها، مع التأكيد على ضرورة أن يكون ذلك بألطف أسلوب؛ لأن الموضوع حساس جدا، والكثير من الرجال لا يقبل مجرد الحديث عنه أو فيه.
مع حث زوجك على الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يخلصه الله من تلك العادة المقيتة، ودعاؤك كذلك له من أهم وسائل العلاج، فأكثري من الدعاء خاصة في أوقات الإجابة، والأحوال الفاضلة، ولا مانع من تذكيره بحكم الحلف الكذب، وأنه من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار، وأفضل أن تستعيني في ذلك بالأخ الخطيب الذي يصلي عنده الجمعة ليتكلم عن حكم الحلف كذبا، أو شراء بعض الأشرطة، أو الكتيبات أو المطويات التي تبين حكم ذلك .
فإذا كان من النوع الذي ينكر ولا يتقبل النصح فأنصحك بالصبر والدعاء، عسى الله أن يصلحه بفضله ورحمته، إنه جواد كريم. وبالله التوفيق.