السؤال
أولا أقسم بالله بأني أعاني من هذه العادة القبيحة، وأني أكره نفسي بعدما أنتهي منها، مع العلم بأني ملتزم ولله الحمد، ولكن هذا الشيء حاولت تركه كذا مرة ولكن في بعض الأحيان أعود له من غير شعور.
وهو أنني عندما أجامع زوجتي في بعض الأحيان يسرح خيالي أنني مجتمع بامرأة أخرى سواء أعرفها أو لا أعرفها، وعندما أفعل ذلك أجد انتصاب الذكر جيدا وأحس بلذه غريبة.
وعندما أحاول أن أبعد عن هذه الخيالات أجد الانتصاب يضعف لدرجة أني أتضايق لأبعد الحدود، مع العلم بأن زوجتي ولله الحمد لم تتهاون بشيء من حقوقي في هذا الشأن وغيره، وليس بها ما يعيبها ولله الحمد، ولكني قبل أن ألتزم وقبل أن أتزوج كانت لي علاقات غير شرعيه مع نساء، وكنت دائما أتخيل وهناك أمور كثيرة.
المطلوب أريد أن أرتاح أمام ربي بأن أترك هذه الخيالات، لأنني أعرف بأن بها ذنبا عظيما، وخاصة إذا تخيلت إنسانة متزوجة مثلا أو غير متزوجة.
وأقسم بالله العظيم أني أعاني من ألم نفسي بهذا الشأن.
أسأل الله العظيم بأن أجد الحل على أيديكم؟
الإجابــة
الأخ الفاضل/ عساف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة، وأن يلهمك الصواب، وأن يعينك على فعل ما يرضيه.
أخي - عساف - ورد عن سفيان الثوري قوله: حرمت قيام الليل ستة أشهر بسبب ذنب أذنبته، فأتصور أن هذا الألم الذي تشعر به إنما هو من شؤم المعاصي السابقة، واحمد الله أن يقتص منك في الدنيا حتى تعان على التوبة النصوح، فيعفو عنك يوم القيامة، بل ويبدل سيئاتك حسنات بإذن الله تعالى، فعليك أن تكثر من التوبة والاستغفار؛ لأن لله ساعات رحمة وإجابة لا يعلمها إلا هو، فعليك أن توافق ساعة من تلك الساعات فيغفر الله لك، ويتوب عليك، ويرضى عنك.
وأما الموضوع الذي ذكرته أثناء إتيانك أهلك فلا يخفى عليك حكمه -كما ذكرت أنت- فهو من الحرام المقطوع بحرمته، وكونك تجد قوة ونشاطا عند تصورك لغير امرأتك أثناء الجماع والعكس بالعكس، فاعلم أن ذلك أساسا من عمل الشيطان وغوايته، وحرصه على إفساد توبتك - والعياذ بالله - حتى هذا الانتصاب وتلك اللذة تجده منه حتى تحرم لذة التوبة، لذا أنصحك أخي عساف بما يلي:
1- واصل التوبة والاستغفار كما ذكرت لك سابقا، وأكثر منهما.
2- توضأ دائما قبل نومك خاصة قبل إتيان أهلك.
3- لا مانع أن تصلي ركعتين قبل النوم تسأل الله فيهما أن يرزقك القوة على إتيان أهلك.
4- لا تنس الدعاء المأثور عن نبيك صلى الله عليه وسلم عند إتيان أهلك، وهو: (بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا).
5- عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يرزقك لذة الحلال، وأن يعينك على إتيان أهلك، وأن يصرف عنك كيد الشيطان، خاصة تلك الهواجس التي تأتيك عن الجماع.
وأنا بدوري أدعو الله لك أن يصرف عنك هذه الهواجس، وأن يرزقك اللذة والاستمتاع بأهلك، وأن يجعلك وأهلك وسائر المسلمين من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.
الشيخ / موافي عزب
======================
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي:
نشكرك على رسالتك ونقول لك في هذا السياق: إن الخيال الجنسي عند حوالي 30% من الناس لا يخلو من أفكار غير سوية وربما انحرافية، في مثل حالتك مادمت بحمد الله ملتزما بالدين فسوف يساعدك هذا كثيرا لأن الحلال بين والحرام بين، أنت محتاج لأن تسمو بخيالك الجنسي، ويمكن أن تساعد نفسك كثيرا بأن تتخيل نفسك أنك تجامع امرأة أخرى بشرط أن لا يكون ذلك في وقت الجماع الحقيقي مع زوجتك، أي وأنت خارج فراش الزوجية تسترسل في هذا الخيال المنحرف ثم تتأمل وبقوة وتمعن حجم الانحراف في تفكيرك، والإثم المرتبط به، وظلمك لزوجتك في نفس الوقت وتستمر في هذا التفكير لمدة أطول من الوقت الذي استغرقته في التفكير الانحرافي، وبمثل هذا التمرين السلوكي تستطيع أن تضعف هذا الشعور السلبي.
التمرين السلوكي الثاني يتمثل في البحث عن أي مثير جنسي في زوجتك وتتأمله أكثر من بقية أعضائها الأخرى وذلك في وقت الجماع، ربما تكون زوجتك محتاجة لأن ترفع من ثقافتها وإلمامها بالمعاشرة الزوجية علما بأن هذه المعاشرة هي أخذ وعطاء، ويمكن للمرأة أن تساهم بنصف المثيرات الجنسية للرجل أو أكثر من ذلك، هنالك دراسات تدل على أن مثل هذا التفكير ربما يحمل أيضا سمات وسواسية، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن تتعاطى الدواء المعروف باسم انافرانيل بواقع 25 ملجرام ليلا عسى أن يساعد ذلك أيضا في مساعدتك.
وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم.