السؤال
السلام عليكم
مجال عملي أتاح لي استخدام الإنترنت وكذلك " الشات " (برامح الحوار) كجزء من عملي، تعرفت من خلال الشات على فتيات، والحمد لله، وكان سبب التعرف الرسائل التي أرسلها، وهي رسائل دينية من مواقع مختلفة.
كذلك شباب على قدر من التدين والأخلاق، منهم شخص تعودت على التحدث معه باستمرار، وهو -والحمد لله- على قدر كبير من العلم بأمور الدين.
هل يكون ذلك صواب أم ليس من الحسن الحديث معه أساسا كنوع من أنواع الاختلاط؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك لخدمة دينه، والدعوة إليه على بصيرة، وأن يرزقك محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام، وصالحي المؤمنين.
الأخت الفاضلة هدى: بلا شك فالإنترنت يعتبر من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر، ومن أوسعها انتشارا، وإذا يسر الله لنا نحن أهل الإسلام استغلال هذه الجهاز لأحدثنا تغييرا هائلا في ميزان القوى في العلاج، ولدخل الملايين من المشركين والملحدين في الإسلام، وأصبحوا في موازين حسناتنا جميعا، ولكن مما يؤسف له أن الشيطان قاعد لأمة الإسلام بالمرصاد، فما إن يبدأ أخ في استعمال هذا الجهاز؛ إلا ويفتح الشيطان عليه باب الفتن، وكذلك الأخوات؛ لأن اللعين لا يريد الخير لهذه الأمة، فبدلا من أن نسخر جميع الطاقات لخدمة قضيتنا الكبرى والأساسية وهي الإسلام، تنحرف النية عند الكثيرين من المسلمين وللأسف، فمنهم من يدخل على المواقع المحرمة، ومنهم من يقوم بنسخ كثير من هذه المحرمات وبيعها، أو إهدائها لعامة المسلمين المساكين.
كذلك منهم من يفتح الشيطان عليه باب شر وفتنة من نوع آخر، مثل هذا الذي تسألين عنه، حيث يصعب عليك بعد فترة أن تتخلصي من هذا التعلق فتنحرف النية، وتتحول إلى مسألة شخصية قد يترتب عليها الكثير من الفتن التي تذهب بحلاوة الإيمان، وتضييع عليك فرصة خدمة الدين ونشره في العالم، والتصدي للحملات المسعورة التي تشن عليه عبر هذا الجهاز.
لذا أنصحك بقصر نشاطك واتصالاتك فقط على بنات جنسك، وأخواتك من النساء، وهن كثير ولله الحمد، واحذري كيد الشيطان وتزيينه لك هذه العلاقة بأنها في حدود الشرع، وأنك تعرفت على الأخ في الله، وأنك أيضا سوف تحبينه في الله وتعشقينه في الله، إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يساوي صفرا، وسيخرجك من هدفك السامي العظيم إلى هدف دنيوي تافه، قد يحرمك من رضوان الله وجناته والعياذ بالله تعالى.
يا أختاه! كم من بيوت خربت بسبب مثل هذه العلاقات وتلك الاتصالات، وكم من أطفال تشردوا لنفس السبب عندما يحدث هناك نوع من الحب والتعلق، أو غير ذلك دون دراسة أو روية أو تعقل، لتقع الكارثة، وتفسد النية، ويضعف الدين، ويقوى الباطل، على حساب انصراف المسلمين عن الدفاع عن دينهم، خاصة، وأن هذه العلاقات لم يبحها أحد من علماء المسلمين .
لذا أنصحك بترك هذا الأمر، والاكتفاء كما ذكرت لك بجنس البنات فقط، وهن في أمس الحاجة إليك وإلى علمك وخلقك وتوجيهك، أما الرجال فدعيهم للرجال يتكلمون معهم، ولن يتخلى الله عنك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.