التردد على المعصية بعد التوبة منها

2 1581

السؤال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمشكلتي هي أنني أتوب ولكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيئا، فقد ابتليت بالعادة السرية لمدة كبيرة، ولطالما حاولت الابتعاد عنها غير أني كنت أضعف في النهايه، وهذه حالي حتى اليوم، لا أدري كيف أصف لكم حالي، فقد أصبحت أكره نفسي وأبغضها، بل ويعلم الله أني أحتقرها أيما احتقار.

بعد كل مرة أتوب وأعاهد الله على عدم العودة، ولكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيئا فأنا أعاهد الله على عدم العودة ثم أكمل حياتي بشكل طبيعي، فلا ألم من الذنب ولا بكاء ولا همة عالية للعبادة، بل فتور وفتور وفتور، وأعلم أنه عقاب من الله على ذنبي، وهذا ما يخيفني ، فعين جافة وقلب كالصخر إن لم يكن أشد قسوة، لا أدري بم أصف حالي، أعلم أن الله غفور رحيم، ولكن لمن تاب حق التوبه، وأنا أخاف أن يكون الله قد أبغضني وختم على قلبي فلم أعد أحس بألم للمعصية.

وضعي الحالي لا يسمح لي بالزواج لأسباب كثيرة كما أنني لا أجد لي في هذا البلد الأوروبي على الدين معينا، فأسرتي وللأسف يشكو الضلال من ضلالها، أما أنا فشاب ملتزم أحمد الله أن رزقني بالأخلاء الصالحين في بلدي الأصلي، وبعد إنهائي الدراسة الثانوية أتيت إلى هنا مكرها لدراسة الطب، أشعر أني بدأت أؤخر نفسي وأخاف أن يكون الله قد غضب علي، ومقتني لسوء عملي وإصراري على الذنب.

يعلم الله أنني أريد البعد عن هذا الذنب، ويعلم الله أنني أريد التوبة؛ أرجو الإجابة في أسرع وقت، فأنا في عذاب نفسي كبير.

أفتوني في أمري، وأعينوني على التوبة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز             حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك توبتك، وأن يثبتك علي الحق، وأن يحفظك من الفتن والمعاصي ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك في دراستك حتى ترجع معينا لأهلك نافعا لأمتك، مدافعا عن وطنك وطن الإسلام، اللهم أمين.

أخي عبد العزبز: لا يخفي عليك أن مرحلة الشباب مرحلة حرجة في حياة الشباب جميعا، وأن الشيطان يحرص على أن يأخذ حظه من الإنسان فيها، لأن بعدها عادة ما يكون الوعي والنضج والاستقرار الأسري والنفسي، وعما قريب سوف تودع تلك العزوبية وتعيش في كنف أسرة صالحة تعينك على طاعة الله، وتأخذ بيدك إلى بر الأمان.


وبخصوص ترددك في التوبة وشعورك بنوع من الفتور الذي تتصور أنه يتعارض مع حال التائبين؛ فهذا اعتبره شيئا طبيعيا؛ لأن الشيطان لا يريد لك أن تفرح بحلاوة التوبة حتى تظل أقرب إلى كونك عاصيا محطما، من كونك تائبا صالحا، فواصل التوبة وأكثر منها وأحسن الظن بالله، ولا تتوقف عن التوبة مهما كانت الأسباب أو الآثار، ولن يخزيك الله.

وأما ضعفك عن الثبات على التوبة وعودتك مرة أخرى إلى تلك المعصية، فهذا أيضا له أسبابه ودوافعه، وستزول أيضا فأبشر، وهذا كله متوقف على عزيمتك، وحسن ظنك بالله، وعدم تسرب اليأس إلى نفسك، مع مراعاة هذه النصائح التي أسأل تعالى أن ينفعك بها، وأن يجعلها عونا لك على التخلص من تلك العادة السيئة.

1- أن تعلم وتعتقد أنه ليس هناك داء أحط ولا أضر بصفات الرجولة من هذه العادة، وأنها عادة ذميمة قذرة وإذا لم يقلع عنها الشخص في الحال قد تتلف جسمه وعقله، وتقف بينه وبين ما ينشده من كمال وصحة، وتؤدي به إلى الضعف التناسلي المؤلم.

2- تذكر دائما أن العادة السرية داء وبيل، فيجب عليك من الآن أن تقاومها بكل ما أوتيت من قوة وعزم، ولن تكون المقاومة سهلة ولكنها ممكنة، وأنك تستطيع أن تتغلب عليها في النهاية بتوفيق من الله تعالى.

3- المتخلص من هذه العادة يجب عليه أن يكون ذا عقل سليم، والعقل السليم لا يكون إلا في الجسم السليم، فعليك ببعض التمرينات الرياضية الهادفة، والتي يمكن الاستعانة فيها بخبير من المتخصصين.

4- يجب عليك أن تتعود على أن تسلط على عقلك الأفكار الطيبة الطاهرة السعيدة، واشغل نفسك دائما بأي شيء يبعد عن ذهنك كل ما يذكرك بهذه العادة الذميمة، وإذا لم تجد عملا يستغرق وقت فراغك؛ فاشغل نفسك بالقراءة المفيدة الهادفة البعيدة عن الإثارة.

5- تجنب الوحدة قدر استطاعتك؛ لأن هذه العادة من عمل الوحدة وآثارها، وأبعد يدك عن الأعضاء التناسلية، واحرص على أن تكون هذه الأعضاء نظيفة دائما حتى لا يحدث فيها تهيج يحملك على الوقوع في تلك المعصية، فإذا تملكتك الرغبة وسيطرت عليك، فاغسل يديك ومعصميك بماء شديد البرودة، واغمر رأسك ووجهك به وبلل به مؤخرة عنقك، والجزء الأخير من السلسلة الفقرية، وسوف تغادرك هذه الرغبة البهيمية في الحال إن شاء الله تعالى.

6- إذا ذهبت إلى الفراش فابعد ذهنك عن كل المسائل الجنسية، وتجنب الأغطية الثقيلة، فإن الحرارة تولد التهيج، وخفف ملابسك وتجنب الأطعمة المهيجة، وخذ حماما نصف بارد قبل النوم، بحيث تجلس في الماء البارد على أن يغطي الماء الأعضاء التناسلية والفخذين، وبعد ذلك جففها بعناية.

7- عليك قبل ذلك كله بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك في الإقلاع والتوبة وأن يثبتك عليها.

8- الاستغفار من أهم عوامل النجاح، فأكثر منه عسى الله أن يجعل لك مخرجا.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والإعانة على التوبة النصوح.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات