السؤال
أنا فتاة محجبة وعمري 19 سنة وأخاف الله، ولكن لدي أخو زوجي أشعر بقربه لمزاجي كثيرا، وأشعر بتقارب بالطبع غريب بيننا، وهذا يجعل فكري مشغولا به دائما، وأنا أخاف من الله وأخشى أن يكون هذا من الكبائر، وهوسي به لدرجة العمل والتصرف على موجب شخصيته أحيانا لأرضي الإحساس الداخلي بالتقارب بيننا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / شهد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا بداية أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ونعلن استعدادنا للمساعدة في أي وقت وحين، ولقد لمسنا من خلال كتابتك إلينا أنك من الأخوات الصالحات الملتزمات التي لا تريد أن تقع فيما يغضب الله، والعياذ بالله، ولكن اعلمي يا أخت شهد -حفظك الله- أنه لا يجوز شرعا أن تكون المرأة زوجة لرجل وتفكر في غيره، إذ لا يعقل أن تعيش مع زوجها جسدا بلا روح، وهو زوجها الحلال الذي أحله الله لها، وفي نفس الوقت تعيش بروحها وقلبها مع رجل أجنبي عنها، وهذا وإن كان الآن مجرد تعاطف قلبي، فمن يدري في المستقبل ماذا سيكون؟ لعله أن يؤدي إلى ما حرم الله من الكبائر، وهذا سيجعل حياتك مع زوجك غير سعيدة بكل المقاييس مهما حاولت أنت أو حاول هو؛ لأن قلبك معلق بغيره، وليس له هو مكان فيه، وهذا في حد ذاته سيتعبك كثيرا جدا، وقد يؤدي بك إلى الانهيار العصبي عافاك الله وحماك، لذا لابد من حل من اثنين.
الأول: ترك هذا الإعجاب فورا، وإهماله، وعدم الاستجابة له والابتعاد عن هذا الشاب نهائيا، وعدم التحدث معه أو الاتصال به، مع الدعاء والإلحاح على الله أن يصرف عنك هذا البلاء العظيم، والإقبال على زوجك بكل صدق، وسؤال الله بإلحاح أن يجعل محبته في قلبك، وألا يجعل قلبك وعقلك وجسدك إلا له وحده؛ لأنه صاحب الحق في الاستمتاع بهذا كله، وأكثري من الاستعاذه، وهذا هو الحل الأمثل والشرعي والواقعي.
الحل الثاني: إذا لم تستطيعي ذلك، وباءت محاولاتك بالفشل وعجزت عن المقاومة، وخفت فعلا من الوقوع في الحرام فاطلبي الطلاق من زوجك حتى لا تخونيه، أو تقعي فيما يغضب الله مع أخيه، مما يغضب الله ويعرضك لعقابه.
وأنا فهمت من سؤالك أن التعلق من جانبك، ولا أدري ما هو شعور الشاب نحوك، هل يبادلك نفس المشاعر أم لا؟
إذا كان الجواب: بنعم، فهل تتصورين أنك إذا طلبت الطلاق من أخيه سوف يتزوجك هو أم لا؟
وهل سيسمح له أهله أن يتزوج مطلقة أخيه ؟ معادلة صعبة، واختبار صعب، يحتاج منك إلى قدر كبير من التضحية والمقاومة، وأن تحافظي مع ذلك على أهم شيء وهو مرضاة الله تعالى، وعدم الوقوع في الحرام، لذا أرى أن الحل الأول مع صعوبتة وشدته هو الحل الأنسب شرعا وواقعا؛ لأنه من الصعب فعلا أن تقبلك هذه الأسرة زوجا لهذا الشاب بعد أن تخليت عن أخيه الأكبر، وكيف ستكون العلاقة بينهما مستقبلا خاصة وأنك فضلتيه على أخيه.
فعليك بما ذكرت في الحل الأول، ولكن لا بد من الصدق والإخلاص في الحل لأن أقل ضعف أو تقصير سيوقعك في الحرام ولا بد، وهذا من عمل الشيطان الذي قد يقول لك ما دام الأمر مجرد تعلق قلبي مافي مشكلة، ولكن الحقيقة أن عمل الجوارح يتبع عمل القلب وقد يكون الأمر مستورا الآن فما يدريك ألا يعرف الناس غدا، أو أن يظل الأمر مجرد تعلق عاطفي لا يتطور إلى شيء آخر مما حرم الله؟
أكثري من الدعاء والاستعاذة بالله من الشيطان وافعلي ما طلبته منك، وسوف يجعل الله لك مخرجا من لدنه، سائلا الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك هذا البلاء.