التخصص المناسب للمرأة المسلمة في بلد غير مسلم

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وبارك الله فيكم.
جزاكم الله كل خير على كل جهودكم.

أنا فتاة أسكن في أوروبا منذ 7 سنين تقريبا، قضيتها في تعلم اللغة ثم دراسة الثانوية العامة الذي أخذ مني 4 سنوات، والله المعين.

أنا أتمنى وأريد أن أكمل دراستي، وأفيد أمتي والمسلمين، وأن يوفقني الله سبحانه، لكني الآن علي أن أحدد ماذا أريد أن أتخصص فيه لكي أقدم أوراقي للجامعة.
وعندما سألت نفسي: (ماذا أريد) اكتشفت أني لا أعرف ماذا أريد، في أي تخصص وأي مهنة، احترت وأنا أفكر وأسأل نفسي، فأنا لا أنوي أن أعيش في هذه البلاد طول عمري، وأريد أن أتخصص في شيء أحبه، وفي نفس الوقت يفيد أمتي، ويفيدني في المستقبل كأم ومربية جيل.

فهل بإمكانكم أن تنصحوني وتعطوني اقتراحات، وأي شيء منكم يفيدني؟ فكرت مرة في التدريس، لكن لا أستطيع أن أعمل مدرسة في كل دولة إن انتقلت من هنا، كما فكرت في الاختصاص الاجتماعي، لكني سمعت أن هذا الشيء ليس له عمل أو فائدة في دولنا الإسلامية العربية، أتمنى أن أدرس الدراسة الشرعية في نفس الوقت لكنها صعبة، لأني لا أستطيع أن أسافر لأي مكان لأنه ليس لي محرم.

لا أدري ماذا أفعل الآن، محتارة ماذا أختار، وإلى أن أحدد ماذا أفعل، أوقات فراغي كثيرة جدا جدا ولا أفعل بها شيئا، ولا أعرف كيف أستغلها، وفي نفس الوقت نفسيتي تعبت جدا لأني أشعر أني أضيع من وقتي في لاشيء، بدل أن أستغله فيما يفيد الإسلام، وهذا في حد ذاته يجعلني لا أفعل شيئا.

أعتذر جدا على الإطالة، وأتمنى أن يتسع صدركم وتجيبوني، وأجد عندكم الإجابة لحيرتي.
بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: أسأل الله العظيم أن يحفظك ويوفقك، وأن يعيننا جميعا على طاعته، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

وأرجو أن تختصري فترة وجودك في تلك البلاد، والمسلم لا يقيم بين أظهر المشركين، وإذا كان الطالب امرأة فالأمر بالنسبة لها أصعب إذ لا بد من محرم، بالإضافة إلى الشروط الأخرى كأن يكون للدارس هناك دين يحميه من السقوط وورع يزجره عن المعاصي، وأن يكون على علم بأحكام دينه وعقيدته؛ حتى لا يتأثر بما عند القوم، نسأل الله أن يوفقك وأن يحفظك.

ونشكر لك حرصك التمسك بأحكام الإسلام، وليس هناك أفيد من دراسة العلوم الشريعة، والمجتمع المسلم يحتاج لداعيات على علم باللغة الإنجليزية، ولا شك أن التعليم هو أشرف مهنة وأهم وظيفة؛ لأن الأجيال تتخرج على أيدي المعلمين والمعلمات، وهي مهنة الأنبياء في التربية والتعليم.

والإنسان كما قال ابن حزم رحمة الله: (لا يمكنه الإحاطة بكل شيء؛ لأن من طلب الاحتواء على كل علم أوشك أن ينقطع ولا يحصل على شيء، وكان كالمسرع إلى غير غاية، إذ العمر يقصر عن ذلك وليأخذ من كل علم بنصيب مما به ضرورة، ثم يعتمد العلم الذي يسبق فيه بطبعه وقلبه فليستكثر منه ما أمكنه)، ولهذا كان التخصص مهما جدا، ونحن في عصر التخصصات الدقيقة، وعليه فالتخصص المناسب هو المجال الذي يميل إليه الإنسان.

ولكن المسلمة لابد أن تأخذ حظا وافرا من علوم الشريعة التي تصح بها عبادتها، ولذا أرجو أن تستفيدي من فراغك في هذه الفترة في حفظ القرآن والاستماع لأشرطة العلماء، والفراغ نعمة من الله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، وقليل من الناس هو الذي ينتفع من فراغه قبل شغله، فكوني من الحريصات على الاستفادة من لحظات العمر.

والمناسب للمرأة هو ما يعينها على القيام بمهمة التربية والتعليم، فهي موجهة الأجيال ومربية الأبطال، وإذا لم يتيسر التخصص في العلوم الشرعية فإن الدراسات التربوية والاجتماعية تفيد المرأة في أداء الرسالة التي خلقها الله لأجلها، شريطة أن تكون تلك الدراسات على منهج الإسلام العظيم؛ لأنه لا يصلح للإنسان إلا ما أنزله خالق الإنسان، ولا مانع من الاستفادة من التجارب البشرية إذا لم تصادم ثوابتنا، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ونحن نفضل للدارس في البلاد الغربية أن يتزود بقدر كاف من الثقافة الإسلامية؛ حتى لا تجد الأفكار الخاطئة قلبا خاليا فتتمكن منه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات