الموقف من إصرار الجدة على العيش في الريف في ظل حاجتها إلى المساعد.

0 412

السؤال

السلام عليكم.

أولا: في البداية أشكركم على موقعكم الرائع والموضوعي.

وأحب أن أطرح عليكم قصة والدتي وهي تبلغ من العمر حوالي (57)، وهي تعاني من مرض الرطوبة، وحركتها قليلة جدا في المنزل، ووالدتها (جدتي) تبلغ من العمر (76) عاما وهي لا تتحرك إلا بمساعدة شخص، ونظرها ضعيف جدا، والمشكلة أن جدتي تحب أن تعيش في منزلها ومنزلها في الريف بعيد جدا عن المنطقة التي نسكن فيها، ومصرة إصرارا شديدا على العيش في الريف ومع العلم أنه لا يوجد لديها من الأبناء سوى والدتي، وطبعا والدتي تعيش معنا في المدينة وأبي على قيد الحياة يعيش معنا أيضا في المدينة.

والآن جدتي ذهبت مع والدتي إلى الريف، لكن والدتي عادت إلينا لأنها أيضا هي مريضة ولا تحب العيش في الريف، ومع العلم أن والدتي لا تستطيع أن تفعل شيئا لجدتي من حيث خدمتها، والشيء الأهم من ذلك هي مشكلة المصاريف، حتى ولو ذهبت والدتي وعاشت مع جدتي فمن الذي يتكفل بالمصاريف مع صعوبة الحياة في الوقت الراهن ومحدودية الدخل.

أنا كان رأيي الشخصي أن تذهب والدتي مع أمها وتعيش معها، لكن شعرت بأن والدتي لا تحب العيش في الريف نسبة لظروف اليبت المادية والحالة الصحية، وما زالت جدتي مصرة إصرارا شديدا على العيش هناك، وكل من يتكلم معها في هذا الموضوع تغضب منه بشدة، وخاصة والدتي التي تتكلم معها على طول في هذا الموضوع لكنها مصرة على العيش في الريف، وهي الآن تعيش مع بعض الأقارب في الريف، وعندما تكون جدتي بالريف تكون حالتها النفسية تمام التمام، فما هو الحل لهذه المشكلة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في أي وقت، وفي أي موضوع، ويسعدنا ويشرفنا أن نقوم على خدمتك ومساعدتك أنت وجميع المسلمين في أنحاء العالم، كما يسعدنا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يكثر من أمثالك، وأن يبارك فيك، وأن يجعلك بارا بوالديك، وأن يحشرك في زمرة سيد البشرية محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام.

أخي محمد! مما لا يخفى عليك أن تقدم السن له أثره الواضح في سلوك الإنسان وتصرفاته، وأنه ليس من السهل على إنسان عاش حياة طويلة وفق نمط معين أن يتركه بسهوله مهما كان خطؤه أو صعوبته في نظر الآخرين، ولذلك فإن جدتك تعتبر تصرفها تصرفا طبيعيا جدا، وأن من حقها أن تعيش في بيئة نشأت فيها وترعرعت وقضت فيها حقبة سعيدة في حياتها، وأنت تعلم أن حب الإنسان لبلده ومسقط رأسه شيء طبيعي فطري، وها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو يودع مكة بلد الله الحرام في طريقه إلى المدينة النبوية: (والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)، فتعلق جدتك بالريف شيء طبيعي جدا، لذا أنصح أن تتركها في الريف حيث تحب، وأن توصوا الأهل بها خيرا، وأن توفروا لها ما تقدرون عليه من المصاريف حتى لا تكون عبئا على أقاربها، وأوصيك بالاجتهاد في إكرامها والإحسان إليها، وحث الجميع على تفهم وجهة نظرها، ولا تحرموها شيئا تحبه وتتعلق به، خاصة في هذه السن المتقدمة، واسألها أن تدعو لك، وأن تكثر من ذلك؛ لأنها والدة، وفوق ذلك أصبحت في سن يستحي الله منها، فلا يرد لها طلبا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات