السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصيب والدي منذ حوالي ثلاث سنوات بمرض الزهايمر (ضمور الخلايا)، ويبلغ من العمر حوالي 64 عاما، وهو في صحة جيدة، ولا يشكو من أي مرض مثل السكر أو الضغط أو غيره، وهو سليم البدن.
وبدأت حالته بالتدهور التدريجي حتى أصبح يتبول في أي مكان، بالرغم من إرشاده إلى المكان الصحيح لقضاء حاجته، لكنه يرفض الذهاب، ولا يميز الأشياء الخطرة فأصبح يعبث بكل شيء أمامه من أدوات كهربائية وغاز، وإذا نصحناه يقوم بالضرب، وتأتيه حالات عصبية فيقوم بضرب والدتي لأنها هي القريبة منه، وأي واحد يقوم بمنعه عن خطر ما يفعله يقوم بضربه، وفي بعض الأحيان يكون هادئ لكنه في الفترة الأخيرة قلما يكون هادئا، فأغلب الأحيان يكون ثائرا يكسر كل شيء أمامه، ويضرب.
ولقد تم أخذه إلى الدكتور، وأعطاه بعض الحبوب المهدئة لكنها لم تفعل معه شيئا.
أرجو إفادتنا بحل لمشكلته؛ لأننا لا نعرف ماذا نفعل به، ولا كيف نتعامل معه؛ لأنه دائما يصر على فعل ما يريد.
أرجو عدم إهمال رسالتي؛ لأن والدتي تعبت معه كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،
جزاك الله خيرا على سؤالك، ونحن بإذن الله نهتم بكل رسائل الناس.
علة الزهايمر أو ما يعرف بالعتة وصفها (أليوس الزهايمر) في عام 1907، وهو كما ذكرت يؤدي إلى تدهور شديد في ذاكرة المريض وشخصيته وتصرفاته الاجتماعية، ومن قبيل المعرفة والمقارنة بالشيء كما تعرفي أن الرئيس الأمريكي السابق ريجن قد أصيب بهذا الداء، وبالرغم مما وفر له من كل عناية وعلاجات فهو لا يعرف الآن حتى زوجته.
وأقول لك يا أختي إن المطلوب في هذه الحالات هو أن تتعاون الأسرة على رعاية أبيك، بمعنى أن يشرف عليه شخص لساعات معينة، ثم يشرف عليه شخص آخر؛ لأن قيام شخص واحد بهذه المهنة سيكون أمرا بغاية الصعوبة.
أما كيفية التعامل معه فيجب أن لا يناقش أي أمر يتطلب المنطق؛ لأنه قد افتقد هذه الخاصية، إنما الضروري اطلاعه على الأشياء الحياتية البسيطة دون سؤاله، فمثلا حين تأتي للسلام عليه قولي له: يا والدي، أنا ابنتك فلانة، واليوم هو كذا وكذا، هذا وقت الإفطار، وهكذا...
أما بخصوص الأدوية فهناك أدوية استعملت لتنشيط الذاكرة، ولكن الفائدة العملية لم تثبت، بالإضافة إلى أنها باهظة الثمن والتكلفة.
هنالك بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في التهدئة وضبط السلوك، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم Haloperidol، وجرعته في مثل حالة الوالد هي 1 مليجرام صباحا ومساء.
كما أنه من الضروري أن تنظم له أوقات للذهاب للحمام دون أن يطلب ذلك، بمعنى أن يؤخذ إلى الحمام كل ثلاث أو أربع ساعات، فهذا سوف يؤدي إلى التعود التلقائي بالنسبة للمثانة.
وأخيرا: أقول لك يا أختي: عليك بالصبر والعناية به، وإغلاق الأبواب حتى لا يخرج من البيت، والمحافظة عليه قدر المستطاع حتى لا ينزلق لا قدر الله ويصاب ببعض الكسور؛ لأن الكسور خاصة كسر عظمة الحوض تكثر بين هؤلاء المرضى.
نسأل الله أن يجزيكم خيرا للاهتمام به، خاصة أنه قد فتح لكم بابا من أبواب الجنة.
وبالله التوفيق.