السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لثقتي برأيكم وقدرتكم على توجيهي إلى الطريق الصحيح سأعرض عليكم ما يشغلني، آملة منكم مساعدتي.
في البداية أنا ملتزمة دينيا، أعيش في وسط بعيد عن التدين سواء في المنزل أو العمل، وأحاول جاهدة الثبات ومساعدة من حولي، لأني أشعر بأن هذا واجبي رغم فترات عدم الثبات التي أشعر بها.
المشكلة أني أعمل في شركة، وعملي كله على الإنترنت، ومعظم وقتي في العمل لا يكون لدي واجبات تذكر، فيكون لدي وقت فراغ كبير على النت، ومنه بدأت أستعمل الشات أحيانا، ومن خلال الشات تعرفت على شخص من بلد آخر، وكانت علاقتي به رسمية جدا، لا نتحدث إلا في المواضيع السياسية والدينية، وأستفيد من آرائه السياسية كثيرا؛ نظرا لأنه يعيش في فلسطين وأنا أعيش في بلد عربي آخر، وأنا أحب فلسطين جدا، وأنا أحاول أن أساعده دينيا، وأعتقد أني من خلال نقاشي معه لتشجيعه على التدين أستعيد في أحيان كثيرة إيماني، فكل ما بيننا هو تبادل أفكار وآراء، وأشعر بأني أستفيد من معلوماته وأفكاره نظرا؛ لأنه يكبرني بكثير، وهو يخاطبني بصيغة ابنتي.
المشكلة أن الشعور بالذنب بدأ يغزوني، وخصوصا عندما أحاول أن أساعد الفتيات في التقرب إلى الله، فبدأت أشعر بأني لست أهلا للنصيحة، وأخاف أن أكون أفعل حراما، فقررت أن أنهي الشات معه تماما، ولكني بعد أن أخبرته بأني لن أحدثه على الشات قال لي بما معناه أني كابنته، ولا داعي لقطع الشات، ومع هذا أنا قطعت الحديث معه، ولكن بعدها أحسست أني مخطئه في قراري ليس لشيء إلا لأني لا أحمل له أي مشاعر سوى الاحترام، وأني بهذا فقدت مصدرا للمعلومات، وشخصا كان يساعدني في تجاوز بعض العقبات في حياتي دون داع، فاستشرت صديقة لي فقالت لي: إنه إذا كنت متأكدة أنك لا تحملي له أي مشاعر فلا داعي لقطع الاتصال به نهائيا، وإن كان من الجيد أنك قطعت الشات معه، ويمكنك أن ترسلي له رسالة عبر البريد إذا أردت سؤاله عن شيء أو إخباره بشيء مهم دينيا، وخصوصا أني كنت قد أخبرتها سابقا أني شجعته على حفظ سور من القرآن الكريم، وأني أتابع حفظه له.
أنا آسفة لأني أطلت عليكم وشغلتكم بهذا التفصيل، ولكني أردت أن أعرف هل أتبع نصيحة صديقتي؟ لأني لا زلت أشعر بالذنب لقطعي الاتصال به نهائيا؛ رغم مساعدته الدائمة لي، وعلمي بأني أساعده أيضا، أم أكمل طريقي ولا أعود للاتصال به نهائيا، وأحاول التخلص من شعوري بالذنب؟