السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره 8 سنوات، نحن نقيم في بلد أجنبي، وأقوم بتدريسه اللغة العربية وتحفيظه القرآن والحمد لله، لكن هناك مشكلتين:
1- لاحظت عليه أن مستوى قراءته للغة الإنجليزية أفضل من العربية، مع العلم أننا نتحدث بالعربية في المنزل.
2- أريد أن ألحقه بمدرسة لمتابعة حفظ القرآن ودراسة الفقه والعقيدة في الإجازة الأسبوعية، ولكن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، علما بأنني أدرسه هذه المواد حاليا بالمنزل باللغة العربية، مع قصص الأنبياء أيضا حرصا مني على تقوية اللغة عنده، فهل سوف يسبب هذا له نوعا من التشتت؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي السائلة: حفظك الله ورعاك.
طفلك يحتاج إلى رعاية وعناية أكثر، فتعليم اللغة العربية في بيئة غربية لا تتكلم العربية تحتاج منك إلى جهد؛ لأن الطفل مع أقرانه في المدرسة أو مع أقرانه في اللعب لا يتكلم العربية بل يتكلم الإنجليزية، فالبيئة الموجود فيها تفرض عليه ذلك، ويحتاجك منك ومن الولد المثابرة، والمثابرة لها ركنان أساسيان لا تقوم بدونهما سمة المثابرة وهما:
1- مواصلة العمل، أي الاستمرارية في تلقين الطفل العربية دون ملل أو كلل، مع وجود حوافز مادية ومعنوية لطفلك.
2- وضوح الهدف الذي تسعين من أجله وتحديده؛ حتى لا يكون عملك مبعثرا ومشتتا.
وتعليم الطفل العربية يساعد الطفل أكثر على معرفة دينه وقرآنه، ولا يشتت ذهنه كما يظن بعض الناس، بل تعليم اللغة العربية في هذه السن يحافظ على هوية الطفل ويصبغه صبغة إسلامية، ولكن دون إنكار تعلمه لغات أجنبية ثانية، وطفلك ولله الحمد ما دام يعرف اللغة الإنجليزية حاولي أن تكثفي له من تعليم اللغة العربية ومساعدته على حفظ كتاب الله وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يساعده على اكتساب ثروة لغوية هائلة.
ولكي تغرسي حب المثابرة في نفس ولدك يجب اتباع الخطوات التالية:
1- ضعي هدفا قريبا واضحا وهو تعلم اللغة العربية، بشرط أن يبذل الجهد والتعب.
2- تجزئة الهدف إلى أهداف، أي تعليم اللغة على مراحل، فذلك يخلق لديه حوافز جديدة.
3- اتركي الأهداف الجانبية وركزي على تعليم الطفل اللغة العربية.
باتباع هذه الخطوات تستطيعين بإذن الله تعالى مساعدة طفلك في إتقان وتعلم اللغة العربية.
وبالله التوفيق.