السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة، التقيت بشخص يريد الزواج، ويريد أن أتعاون معه في الحياة، أي أن أشتغل؛ لأن حالته المادية متواضعة، المشكلة أن والدتي ترفض زواجي به لهذا السبب، وتخاف إن أنا تزوجت به أن أقع في مشاكل، بماذا تنصحوني؟ وشكرا.
أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة، التقيت بشخص يريد الزواج، ويريد أن أتعاون معه في الحياة، أي أن أشتغل؛ لأن حالته المادية متواضعة، المشكلة أن والدتي ترفض زواجي به لهذا السبب، وتخاف إن أنا تزوجت به أن أقع في مشاكل، بماذا تنصحوني؟ وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
ابنتي العزيزة! أسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وأن يرزقك العمل الصالح والزوج الصالح، وأن يعيننا وإياك على طاعته.
إذ كان هذا الشخص صاحب دين وأخلاق فاضلة فأرجو أن ييسر الله لك أمر الزواج منه وأن يسعدك معه، ولكن هذا اللقاء العابر لا يكفي في بيان حقيقة هذا الرجل، ويكفي في الرجل بعد الدين أن يكون صاحب همة ونشاط ورغبة في العمل؛ لأن الأرزاق بيد الله سبحانه، وعلى المرء أن يسعى ويتحرك، قال تعالى: (( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ))[الملك:15]، وقال أيضا: (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا ))[الجمعة:10].
والأحوال تتبدل وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وقد يحرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه، والمال يجيء ويذهب ولكن الأخلاق هي البضاعة النافعة والدين دواء يجبر لك نقص وخلل وليس لكسر قناة الدين جبران.
والمرأة ليست ملزمة من الناحية الشرعية على العمل بالخارج، ولا حتى بالإنفاق على نفسها، ولكن إذا وجدت عمل يناسبها وليس فيه اختلاط أو مخالفات شرعية وكانت لها أو للمسلمين حاجة لذلك العمل، فلا مانع من أن تعمل وتعين زوجها وتشاركه بما تستطيع في بناء الأسرة في وفاء ومودة ورحمة، وقد تتمكن المرأة من ذلك في بداية حياتها الأسرية أما بعد مجيء الأطفال فغالبا ما يكون وجودها خارج البيت خصما على مهمتها العظمى في رعاية أبنائها.
ولا شك أن الأمهات يحرصن على مصلحة بناتهن، وأرجو أن نضع وجهة نظرها في الاعتبار، فالمعرفة بهذا الرجل سطحية وموافقة الأم على زوج ابنتها مما يعين الفتاة بعد توفيق الله على النجاح، ويفضل أن تحرصي على معرفة أحوال هذا الرجل عن طريق إخوانك وأرحامك فالرجال أعرف بالرجال، حتى نتمكن من معرفة قدرة هذا الرجل على تحمل المسئولية لأن بعض الرجال - بكل أسف – اعتاد أن يعيش عاطلا وربما اعتمد بعضهم على راتب زوجته المسكينة التي ربما تزوجها طمعا في راتبها أصلا، والصواب أن يكون الرجل حريصا على العمل حريصا على أن تظل زوجته بعيدة عن الأعين لتؤدي رسالتها العظمى في حسن التبعل لزوجها ورعاية حقوقه وحقوق أطفاله، وحتى إذا احتاج لمعونة زوجته فعليه الاجتهاد وفي البحث عن البديل، بل ويعبر عن عدم رضاه بتعبها وعملها في الخارج، كما قال الزبير رضي الله عنه لأسماء في قصتها المشهورة :(لحملك النوى على رأسك أصعب على نفسي من ركوبك مع النبي صلى الله عليه وسلم) فرضي الله عنها من زوجة احترمت غيرة زوجها ورفضت أن تسير مع أشرف الرجال، ورضي الله عن زوج بار يقدر زوجته ويشفق عليها.
ولا تنسي الاستخارة وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه فإنه ما خاب من استخار وما ندم من استشار.
والله الموفق.